في ختامه طرحنا سؤالاً فحواه: لماذا يخاف الناس المطارات؟ أو ما سبب (قلق السفر) لدى بعض المسافرين؟
أما تجربتها الحداثية التي انطلقت من دبي لتعمَّ المنطقة فلها وقفة مختلفة.
لا يحتاج التأكيد على أنه خاضع لقوانين وسيادة دولة، تحت أعين الأمن والجوازات والجمارك، وكلهم يمتلكون حق المنع والاحتجاز ورفض الدخول، أما هو فلا يملك إلا جوازاً وتذكرة ووقتاً ضيقاً، ضاغطاً.
يشعر بالعجز، ربما. يوتره التأخير إن حدث؛ فبمجرد إحالته لـ(تفتيش إضافي) مثلاً قد يفوّت عليه الرحلة.
كما تزيده مشاهد حوادث طيران شاهدها، إضافة إلى تجارب فردية سلبية مر بها سابقاً.
زائداً نقاط التماس التي تنتظره، وهي التفتيش، الجوازات، التأخير، واستلام الأمتعة.
هذا كله يولد لديه (قلق السفر) المنتشر كرهابٍ نفسيّ، يتغذى على فقدان السيطرة، والخوف من المجهول.
فكل هذه الوساوس والتوهمات، تجعله يشعر بأنه يعامل كـ(جسم محتمل الخطر) لا كضيفٍ مرحب به، ولو بابتسامة، وأن كرامته مؤجلة لصالح الإجراءات.