فهي ليست حروفاً تُرتب، ولا كلمات تتداول، وإنما كيان حي تنفس مع الإنسان العربي، ونما مع تجربته، وحمل صوته إلى العالم.
وهي لغة القرآن الكريم التي اصطفاها رب العزة والجلالة لتكون حاملة لرسالة الإسلام الخالدة، ما منح العربية مكانة فريدة، فغدت لغة الإيمان والفكر، والتأمل والعلم، وقادرة على التعبير عن أدق المعاني الروحية.
بها دونت العلوم، وازدهرت الفلسفة، وتألقت الفنون، والتقت الثقافات.
كانت جسراً حضارياً عبرت عليه المعارف بين الشرق والغرب، وأسهمت في تشكيل الوعي الإنساني، فوسعت أفق العقل، وعلمت العالم كيف يقرأ المعنى قبل أن يقرأ الكلمة، وهو ما يجعل منها مرآة للهوية وذاكرة للمكان.
ففي مفرداتها تسكن الحكايات، وفي تراكيبها تنبض القيم، ونستعيد من خلالها جذورنا.
فقد آمنت قيادتنا الرشيدة بأن حفظ اللغة العربية يمثل حماية للهوية، وتعزيزاً للانتماء، واستثماراً في الإنسان، وتجسد ذلك في العديد من المبادرات التعليمية والثقافية وإطلاق الجوائز وتأسيس المراكز الداعمة للغة العربية، التي أسهمت في دعم المحتوى العربي، وتشجيع القراءة، وتمكين المبدعين، وتوظيف التقنيات الحديثة لضمان حضور العربية في الفضاء الرقمي، وترسيخ مكانتها لغة عالمية قادرة على مواكبة التحولات.