بمجرد دخولي منطقة الاستقبال؛ حيث التذاكر ووزن الحقائب، ينتابني شعور بالبهجة، يتنامى تدريجياً أثناء طريقي إلى نقطتي الجوازات فالتفتيش، ثم وصولاً لممر الانطلاق إلى ذلك المكان الآسر. تلك البيئة الآسرة والملهمة؛ حيث المقاهي والمطاعم والمقاعد المريحة والإنترنت والسوق الحرة.
تضمن لنفسك شعوراً بحرية الوحدة تلك القائمة على مجهولية الآخرين لك؛ إذ بينما تشارك الجميع كل شيء، لا أحد بينهم يعلم عنك شيئاً. يحدث هذا في محطات القارات الضخمة. تشعر بأنك حر طليق وسط هذا الكم البشري المتهادي.
رأيت شخصاً آخر يقرأ في كتاب على مقهى في المطار، ويتناول قهوته، بينما ينتظره كتابان آخران على الطاولة ذاتها، كما وجدت أدباء قد اتخذوا من مقاهي المطارات (خلوة) للكتابة، ضاربين بذلك اعتقاداً سائداً أن الكتابة تحتاج إلى محيط ساكن لا حراك فيه ولا كلام. يحدث هذا كله في عالم مصغّر اسمه المطار.
السؤال: لماذا الخوف من المطارات؟ أو ما سبب ما يسمى (قلق السفر)؟ وللحديث بقية.