التراث ليس مجرد ماضٍ نشيده في الذاكرة، وإنما نسيج الحياة الذي نسير عليه بخطى واثقة نحو المستقبل.
هو الجذور التي تربط أبناء الإمارات بأرضهم، والظل الذي يحتمي به كل من يسير في دروب الحاضر المتسارعة.
فبين رمال دولتنا التي حفظت آثار الأجداد، ومياهها التي شهدت رحلات الغوص والسفر، تتجلى روح الإنسان الإماراتي في أبهى صورها.
«من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل»، هكذا تعلمنا من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فهذه الكلمات ليست وصفاً عابراً، بل نهج اختارته دولة الإمارات.
فاحتفاؤها بالتراث لا يقتصر على استعادة ملامح الزمن الجميل، بل يتجاوز ذلك إلى جعله جزءاً من التنمية المستدامة، ومصدراً لإلهام الأجيال.
وفي دولتنا هناك الكثير من صور الاحتفاء بالتراث والهوية، تتجلى في الفعاليات ومن بينها مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة بأبوظبي، الذي يعد لوحة حية تستحضر القيم إيماناً بأن الثقافة والتراث ركيزتان تُبنى عليهما الأمم.
في أجنحة المهرجان تلتقي الحرف القديمة بأنماط الحياة الحديثة، في مشهد يجسد رؤية القيادة الرشيدة في جعل الإمارات جسراً بين الأصالة والمعاصرة، ومركزاً عالمياً يحتضن الثقافات ويصون الجذور، حيث تشهد أروقة المهرجان حكايات تحكيها الخيام، ورائحة القهوة التي تعبق في الفضاء، هناك تتجسد روح الاتحاد كما أرادها القادة الأوائل، روح تتنفس المجد وتحتفي بالإنسان. الاحتفاء بالتراث الإماراتي هو احتفاء بهويتنا الوطنية.
مسار:
حين نحافظ على تراثنا لا نحفظ الماضي فحسب، بل نكتب رواية الوطن ومستقبله بمداد من الأصالة والاعتزاز.