اعتدنا أن ترتبط السجادة الحمراء بعوالم السينما والمهرجانات الكبيرة، حيث تُفرش أمام المشاهير والنجوم الذين اعتادوا السير عليها وسط الأضواء والكاميرات. لكن دبي، كما هو شأنها دائماً، تغير المعنى وتعيد تعريف الرموز بطريقتها الخاصة، فالسجادة الحمراء هنا ليست امتيازاً لفئة محددة، إنما تجربة إنسانية تليق بالجميع.
هنا تحولت السجادة الحمراء إلى ممر ذكي يعبُره المسافرون في مطار دبي الدولي، يحمل في تفاصيله توقيع مدينة اختارت أن تجعل من كل مسافر «نجماً» وأن يحظى بلحظة لا تنسى، ففي هذا الممر لا ينتظر المسافر التقنية لتخدمه، وإنما تتقدم نحوه بخطوات استباقية، تتعرف إلى ملامحه وتتحقق من هويته، وتقول له، من دون كلمات «مرحباً بك في دبي».
ثوانٍ معدودة تكفي المسافر للعبور دون الحاجة للانتظار أو إبراز وثائق السفر، بينما تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي والتعرف الحيوي على معالجة بياناته بدقة عالية تليق بمدينة لا تعرف المستحيل.
في دبي تتحول التقنية إلى كائن يصنع الراحة لا التعقيد، ويجعل من لحظة السفر تجربة تنتمي إلى المستقبل أكثر مما تنتمي إلى الحاضر، فممر «السجادة الحمراء» ليس خدمة عابرة في مطار مزدحم، وإنما إعلان عن فلسفة الإمارة في التفكير في كل ما يسهم في اختصار الوقت ليضاف إلى جودة الحياة.
لقد أصبحت دبي اليوم بفضل رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مدرسة عالمية في تقديم الخدمات الحكومية، لا تنتظر التجارب الدولية لتستلهمها، بل تبدع نماذجها الخاصة وتصدرها للعالم.
«السجادة الحمراء» تكشف عمّا هو أعمق من تقنية سريعة، حيث تعكس طموح مدينة جعلت من الإنسان محور التنمية، واختارت أن تكون وجهة للحياة والعمل والترفيه، وموطناً دائماً للفكرة الأولى، وللإنجاز والإبداع.
مسار:
دبي.. مدينة لا تقف عند حدود الممكن وإنما تمهد الطريق نحو المستقبل