هل يمكن أن تبني الكلمات التي نكررها باستمرار على أنفسنا قصة حياتنا؟ وهل بإمكانها أن تحدد مصيرنا؟
كثيراً ما نجد بعض الأشخاص يكررون عبارات أو كلمات سلبية، مثل: مأساة أو حظنا العاثر أو مصيبة أصابتنا، وغيرها من الكلمات التي تقوده تلقائياً إلى مسارات مليئة بالمطبات والعثرات، وتشكل شخصياتهم وطريقة تفاعلهم المنفّرة والسلبية مع الآخرين.
وفي سياق آخر، قد يستخدم البعض عبارات تعبّر عن الحب، مثل: «أموت فيك»، لتتحول العلاقة أحياناً إلى تجربة مؤلمة للطرف الآخر، وكأن الكلمات ذاتها تزرع شعوراً بالموت الحي، بسبب سلبيتها، أو بسبب ظروف أخرى تسببت في انحدار تلك العلاقة.
وقد ذكرت إحدى السيدات في مقابلة تلفزيونية، أن ما لفت انتباهها هو تفاعل أحد الشعراء حين عبّر عن ندمه في كتابة كلمات أغنية كانت سبب شهرته مع المغني والملحن. ولكن بالرغم من أنها حققت له نجاحاً لافتاً، إلا أنه أبدى ندماً شديداً على مقطع محدد، وهو «أطباء الكون ما تشفيني»، وأوضح أن هذا الندم سببه واقعية الفكرة، إذ إن بعض الأمراض لم يتمكن أطباء العالم من إيجاد علاج مناسب لها.
وهنا يبرز السؤال: إلى أي مدى يمكن أن تتحول كلماتنا إلى قوة خفية تؤثر في صحتنا ونظرتنا للحياة، بل وحتى في مستقبلنا؟.
إن الكلمة التي يرددها الإنسان بشكل مستمر، تشكل جزءاً من برمجته الداخلية، فإذا كانت الكلمات سلبية، ستعزز الإحباط والشعور بالعجز، أما الكلمات الإيجابية، فهي تدعم الثقة والقدرة على مواجهة التحديات. وفي العلاقات، الكلمات اللطيفة تفتح القلوب، وتقوي الروابط. أما الكلمات الجارحة والسلبية، فهي تترك ندوباً عاطفية، قد لا تشفى بسهولة.
وأنت اليوم، ما الكلمات التي تكررها على نفسك والآخرين، وكيف تعبّر عنها؟ انتبه لما تقوله لنفسك وللآخرين، فرُب كلمة صغيرة تغيّر مسار حياة، ورب جملة ملهمة توقظ أمة بكاملها.