بين التردد والحسم

كانت إحدى الكليات تمنح خريجيها درجة الدبلوم العالي فقط. وفي أحد الأعوام، طرحت الكلية، لأول مرة، فرصة الالتحاق بدرجة البكالوريوس بعد الدبلوم العالي مباشرة. لم تتردد إحدى الطالبات في اقتناص الفرصة فور إعلانها، واجتهدت حتى حصلت على البكالوريوس بتفوق وامتياز.

أما زميلتها التي فضّلت التأجيل لتأخذ قسطاً من الراحة، فقد تفاجأت لاحقاً بتغيير القوانين، حيث أصبحت مدة الدراسة للحصول على البكالوريوس أطول مما كانت عليه في البداية، عندها أدركت كم كان قرار التردد مكلفاً، وندمت أشد الندم على تفويتها تلك الفرصة الذهبية.

لماذا يفوت البعض الفرص؟ هل هو الخوف أم الكسل، أم شيء آخر؟.

هناك عدة أسباب تلعب دوراً كبيراً في تفويت أجمل وأعظم الفرص، من بينها الرغبة في البقاء ضمن منطقة الراحة، حيث تبدو الأمور أكثر استقراراً وأقل مخاطرة.

كذلك، فإن ضعف إدارة الوقت، والانشغال بأمور لا جدوى منها، مثل قضاء ساعات طويلة في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو متابعة حسابات فارغة المحتوى، يسهمان أيضاً في تراجع المستوى المعرفي، وضعف استغلال الفرص المتاحة.

كما أن سوء التقدير واتخاذ قرارات عشوائية مبنية على معلومات ناقصة أو خاطئة، له دور محوري في ضياع العديد من الفرص المميزة، وغالباً ما يكون ذلك على حساب فرص أخرى، لربما تكون أقل أهمية.

من المهم أن تحدد أهدافك بوضوح، وتعرف حق المعرفة، الأمور التي تسعى لتحقيقها، والمدة الزمنية التي تضعها لكل هدف، والمجال الذي تطمح للتميز فيه، ويُعرَف عنك به. واحرص على صقل مهاراتك، وتجهيز نفسك جيداً، فكلما كنت مستعداً ومؤهلاً، ستجد بعض الفرص تأتي إليك طواعية.

وتذكر دائماً، أن بعض الفرص لا تنتظر طويلاً، ولا تدق الباب مرتين، لذا، من يتردد في اغتنامها في الوقت المناسب، قد يجد نفسه أمام ندم، أو ظروف جديدة، يصعب فيها تعويض كل ما فات.