تململ بعض الجامعات الأمريكية، وتذمر بعضها الآخر، وعلى رأسها جامعة هارفارد العريقة، كما تناقلته وسائل الإعلام العالمية، أخباراً وتقارير مفصلة، يؤشر على أن عاصفة من نوع ما، مقبلة في الطريق، ستحدث انقلاباً في هذه الصروح العلمية، لم يسبق لها أن شهدته في تاريخها منذ نشأتها حتى الآن. ترى، ما إرهاصات هذا الحدث/ العاصفة، ومن يقف وراءه، وما أهدافه المتوقعة؟
لكن، قبل التفصيل في الموضوع، لا بد من القول بأن هذه الجامعات، وعددها 5300 جامعة وكلية في كامل الجغرافيا الأمريكية، تشتمل على كافة التخصصات التي توصل إليها العقل البشري.
ويقدر مجمل عدد الطلبة في أكبر 10 جامعات منها، لعام 2017 ـ 2018 على سبيل المثال، بـ608000 طالب وطالبة. من مختلف الجنسيات في العالم. ويشكل الطلبة العرب، وأغلبهم خليجيون، نسبة وازنة ولافتة، والأهم أنها شبه منتظمة.
تتمتع الجامعات الأمريكية، من دون استثناء، بموارد مالية متعددة، وتتنوع مصادر ميزانياتها التشغيلية السنوية، بين الرسوم الدراسية، التبرعات، عائدات الوقف، والدعم البحثي.
كما أن لهذه الجامعات، معظمها، محافظ مالية، تقدر بعشرات المليارات، ويتم توظيفها في الأسواق المالية، وقسم منها يستثمر في مجالات ذات صفة علميّة، وآخر في مجالات مختلفة، مما يكسب البعض منها قوة مالية، تعزز بالضرورة من مكانتها العلمية، التي تنعكس تلقائياً على بيئتها التعليمية والبحثية، ووفرة إمكانياتها، وترسيخ سمعتها العالمية، وتميز هيئاتها التعليمية، وتميز طلبتها كذلك.
وبما أن هذه الجامعات المرموقة، أغلبها، تمثل مورداً مالياً، يسهم في الدخل القومي المحلي لأمريكا، فهي تحظى باستقلالية، وبحرّية العمل الإداري، بوضعها لشروط قبول الطلبة المتقدمين لها، وتحديد الرسوم الدراسية..
إلى آخر ما هنالك من لوائح وإجراءات تنظيمية، تقتضيها سياسة الجامعة التي تضعها بحسب رؤيتها العلمية المستقلة؛ فلا يمكن، بأي حال من الأحوال، السماح لأية جهة، داخلية كانت، محلية تتبع الولاية أو فيدرالية اتحادية، التدخل في شؤون هذه الجامعة أو تلك.. وللحديث بقية.