ثقافة 2025.. نظرة مقطعية

شكلت الإصدارات الثقافية والأدبية في العام 2025 زخماً كبيراً، وفقاً للتقارير الجديدة التي أمكن الاطلاع عليها. وهذه بشارة تسر القارئين والكتّاب، لكن إصدارات تختلف في أنواعها وطبيعة مضامينها، ألا يتوقع لها أن تؤشر على اتجاهات جديدة وتطور لمسارات إبداعية؟

التقارير تجيب بـ«نعم» وإن ضمناً. كما أن الأمر لا يقتصر على المستوى العربي، بل يشمل العالمي، كما تقول التقارير.

وهذا الكلام يعني أننا أمام مشهد حيوي في الساحات الثقافية على تعددها، وليس وحدتها «الهميّة» إن جاز التعبير، والهميّة نقصد بها الخصوصية الاجتماعية، التي تعني المحلية، وأعتبرها شخصياً أنها العالمية بذاتها، التي يتطلع إليها جل الأدباء.

ويقتضي الأمر الإضاءة على طبيعة تلك القضايا والأفكار التي تناولتها الإصدارات الثقافية والأدبية، المذكورة لهذا العام، لمعرفة تطور تلك القضايا والأفكار هي الأخرى، وبخط متوازٍ مع تطور مستوى التناول والمعالجة الإبداعية لها، الأمر الذي يهم الكتاب والأدباء والمثقفين في المجتمعات البشرية كلها، بصرف النظر عن موقعها الجغرافي.

إذا ما استثنينا الإصدارات الأدبية والثقافية الأبرز لهذا العام، فستكون رواية «دريم مونت» للروائية النيجيرية شيماماندا أديشي، رواية «دريم مونت»، التي أعلنت بها معاودتها للكتابة بعد قطيعة امتدت 12 عاماً، من دون ذكر للأسباب، تليها رواية «ما بعد الموت - Afterlives» للروائي التنزاني، اليمني الأصل عبدالرزاق قرنح، الفائز بنوبل لعام 2021، والمدرج أدبه بالأساس في «أدب ما بعد الاستعمار والتحرر».

كما يمكن في السياق الالتفات إلى ارتفاع منسوب النزعة الروسية بالاهتمام بالأدب الآسيوي، إذ يجرى التركيز فيها اليوم على الأعمال المستلهمة للأساطير في الثقافات الشرقية، ومنها الأساطير السلافيّة.

زخم كهذا، الذي يُفترض بالقارئ فهم مضامينه من عناوين الأعمال التي ذكرت، إذا ما استثنينا منه الأبرز، فإنه لن يتبقى سوى إصدار واحد، هو الجزء الـ5 من سلسلة «مباريات الجوع» للأمريكية سوزان كولينز، التي أثارت فيها حماس قراء الروايات الخيالية العالمية؛ الأشبه بروايات الجيب أيام زمان الجيب.