كبار المواطنين.. خبرة وثروة معرفية

العمر ليس مقياساً، وإنما مرآة لتراكم التجارب الحياتية ومؤشر على نضج الحكمة ومواصلة العطاء، وفي الإمارات لا يتوقف الاهتمام بكبار المواطنين، فهم يعيشون في كنف رعاية حكومية نموذجية وتقدير مجتمعي أساسه تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والقيم الأصيلة التي تتوارثها الأجيال، كما لا يزال احترام الآباء والأجداد، سمة أساسية من سمات مجتمعنا.

وذلك عرفاناً وتقديراً لجهودهم وتضحياتهم في سبيل نهضة ورفعة الوطن، ودورهم المحوري في تنشئة ورعاية أسرهم لتكون نواة المجتمع الصالح، وهو ما يتجلى في قول سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع:

«خبرات كبار المواطنين وتجاربهم كنوز نصونها ونقدرها ونستلهم منها الدروس، ونرى فيها مصدر دعم قوي لكل جهد هدفه صنع المستقبل». ومن رحم هذا الوفاء ولدت الكثير من المبادرات التي تهتم بكبار المواطنين.

وعلى رأسها «السياسة الوطنية لكبار المواطنين»، لتكون مشروعاً شاملاً يضع جودة حياة كبار المواطنين في مقدمة الأولويات، عبر محاور تمتد من الصحة والحياة النشطة، إلى استثمار الطاقات، وتعزيز التواصل المجتمعي، وضمان الاستقرار المالي، وصولاً إلى الأمن والسلامة.

وهناك أيضاً «نادي ذخر» الذي يفتح أبوابه كجسر يصل الماضي بالمستقبل، ويلتقي تحت سقفه الأعضاء ليواصلوا عطاءهم، وليبدو النادي بمثابة منصة لتجديد الدور، وإعادة توظيف خبرة كبار المواطنين وتجاربهم الحياتية في تربية الأجيال وصون الهوية.

أهمية «ذخر» تكمن في كونه يمثل ممارسة تنموية متكاملة، تعزز مفهوم «لا تقاعد من الحياة»، وتعيد توظيف الخبرة والحكمة من خلال تواصل مباشر مع الأجيال الجديدة، ونقل الموروث القيمي والمعرفي في سياق معاصر.

مسار:

الحياة لا تعرف التقاعد، طالما القلب ينبض، والفكر حي، والروح متصلة بالجذور.