أسوأ عام في التاريخ البشري

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان مرعباً، وعدَّ أسوأ عام في تاريخ البشرية. فما الذي حدث في القرن 6 الميلادي؟

يسمع المرء ذكراً لبعض المصطلحات، مثل «عصر الظلمات» أو «قرون الظلام»، وتنويعات أخرى على المعنى ذاته. يُفهم منها أن هنالك فترات زمنية في التاريخ، سادها، لسبب أو لآخر، ظلام مُهلك. لكن هل تلك الظلمات اقتصرت على فضاء بعينه، كالفكر والثقافة مثلاً، أم كان في الأديان والمعتقدات، أم كان في انهيارات قيمية عامة، ولّدت اضطرابات في المجتمع؟ للإجابة عن السؤال، يتعين علينا البحث في التاريخ، والقديم تحديداً.

مصطلح «عصر الظلام»، كان قد أطلق على الفترة التي أعقبت سقوط روما في أواخر القرن 6 الميلادي. بعد أن تفتتت الإمبراطورية الرومانية، وفقدت مناطق نفوذها، فأصبحت أثراً بعد عين. ما الذي أسقط روما؟ إنه الفساد. بعدما تغلل في مؤسسات 3 هي الأهم، السياسية والاقتصادية والعسكرية. واستمرت فترة الظلام قائمة إلى القرن 14 الميلادي، حيث بددتها أنوار عصور النهضة. وأبرزها العصر الوسيط في القرن 15 الميلادي، حيث ازدهرت الفنون والآداب والفكر. بالنسبة لنا، نحن العرب، فعصور الظلام يطلقها بعضنا على الفترة التي سبقت الإسلام. ومنّا من يسمي تلك الفترة السابقة، بالعصر الجاهلي.

بعض المؤرخين العالميين حسموا المسألة، فقالوا: إن عصر الظلام، بدأ في القرن 6 الميلادي. حوالي 537 م. عندما حُجبت الشمس عن الأرض لمدة 18 شهراً، فمات خلالها الزرع، وتلاه الضرع - الحيوانات على اختلافها، ثم البشر. الذين توفيّ منهم 50 مليون شخص في جميع أنحاء أوروبا والمنطقة العربية وأجزاء من آسيا، بالأمراض، منها الطاعون. وتسبب في ذلك، كله: المناخ. حيث ثارت البراكين. وأخطرها كان في آيسلندا، والثاني في السلفادور. أطلقا معاً في الجو آلاف الأطنان من الرماد والغبار البركاني، ليغطي نصف الكرة الشمالي بالكامل. واحتاج الوضع إلى عشرات السنين للتعافي.

 

Email