الكتاب.. بين المال والفكر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكتاب يزود الإنسان بشيئين، المعرفة بشتى حقولها، العلمية منها والإنسانية، ويزوده بالثقافة الشاملة، تلك المستخلصة من الحقول كافة، مضافاً إليها تجارب الحياة العملية عامة، فحين نقول إن هذا الشخص مثقف شمولي أو موسوعي، نعني أنه امتلك سعة الاطلاع، قرأ كثيراً وتنقل كثيراً، فاكتشف وتبحّر، ثم فكر وتدبّر، فاندفع على درب البصيرة نحو الحكمة، وهي المبتغى.

شخصياً، لست اعتقد أن الكتاب وعاء الأفكار البشرية، له علاقة بالغنى من عدمه، أي أن من يقرأ يحصل على المال، من لا يقرأ يظل فقيراً أو على مقربة منه، وفق مقولة متداولة غربياً مفادها «إذا قرأت كثيراً، وفرت كثيراً».

قبل مرحلة النفط في المنطقة الخليجية، نسبة ما يقارب الـ75% من الشركات كانت عائلية، ونسبة من أصحابها الناجحين لم تكن تعرف القراءة ولا الكتابة، وبعضهم أعرفه شخصياً، ما يؤشر على أن مسألة الغنى والفقر لا علاقة لها بقراءة الكتب من عدمه، خلافاً للمقولة التي ربما تحمل تشجيعاً على القراءة أكثر مما تحمل من مسألة محتومة التحقق.

الكتب تنقل القارئ إلى فضاءات جديدة لا عهد له بها من قبل، هذا صحيح، رغم ما ينقله أصحاب المقولة من أمثلة وإحصاءات يؤكدون بها أن من يقرؤون يصبحون أغنياء، فبعضهم يقرأ 6 ساعات يومياً، أما رجل الأعمال الأمريكي «إدوارد بافيت» 92 سنة، فيقرأ 8 ساعات يومياً، وصافي ثروته 95 مليار دولار، ربما يكون استثناءً.

منهم من يقول لو قرأت كتاباً في الأسبوع، عملياً تكون قد قرأت 50 كتاباً في السنة.. ما الكتب التي ينصح بها القراء الأغنياء؟

ينصحون بالابتعاد عن قراءة كتب الأدب والخيال، ويقترحون بدلاً عنها كتباً تفيد في تطوير المهارات والقدرات، تساعد على التقاط الأفكار. «إن فكرة جيدة تساوي مليون دولار»، مقولة يرونها سليمة. إذن لا عزاء لابن طباطبا في قوله: «إذا ما أرسل الأمراء إلى الأعداء جيشاً، أرسلنا الكتابا».

Email