على فكرة

العيش هنا والآن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تصدق كل ما تفكر فيه، ولا تصدق كل ما يقال عنك، من إحدى القصص التي ذكرتها سيدة في كتابها، أنه خلال فترة دراستها في الجامعة، عاشت معاناة طويلة، بدأت بسبب فكرة سلبية، فلقد كانت متفوقة جداً في دراستها، ولكن في أحد الأيام، بينما هي في معمل الكلية، شاءت الأقدار أن تسمع جملة محبطة بوضوح، قيلت عنها من قبل زميلها، وهي «على الأقل أنا لست بغبي مثلها»، الفكرة التي غرست في عقلها حينها، أنها ليست ذكية كما كانت تعتقد.

تمر الأيام، وتتزوج تلك السيدة، وبعد فترة يحدث خلاف مع زوجها، يتسبب في خروجه من المنزل، وتبقى السيدة في حوار مع ذاتها، فتقول يبدو أنني توهمت حبه لي، أنا غبية ولا أستحق الحب.

للأسف، يقع البعض فريسة كذبات تراكمت، والتي تندرج تحت ثلاثة تصنيفات، الأولى: «أنا لا أستطيع التصرف»، الثانية «أنا شخص غير محبوب»، الثالثة «أنني بلا قيمة». قد تمر بمواقف مشابهة، بعضها كانت مزحة من صديق، أو عبارة تغمرها الجدية، ولكن تلك التغذية القديمة، ستظل مغروسة في الذاكرة، والتي لها أثر كبير في تحديد المشاعر والسلوك، وأغلب القرارات مستقبلاً.

الألم إجباري، ولكن المعاناة اختيارية، بلا شك جميعنا قد يمر ببعض المواقف المؤلمة، أو غير المتوقعة، وذلك أمر طبيعي في الحياة، ولكن غير الطبيعي، هو تكديس جميع تلك المواقف، وتحويلها إلى معاناة قاسية من الصعب تجاوزها. حاول أن تتحكم دائماً في كل فكرة تتسلل إلى دماغك، بسبب موقف عابر أو كلمة طائشة تقال عنك.

تذكر دائماً أنه لتتمكن من طرد جميع الأفكار السلبية التي تجمعت منذ سنوات، اشغل عقلك بالهوايات التي تحبها، وبالأفكار الإيجابية التي تساعدك على ألا تبحر في مواقف الماضي الأليمة، وتمكنك من الدخول في مرحلة العيش في تفاصيل اليوم بشكل إيجابي، هنا، والآن.

Email