تكريم الملتقيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

دائماً ما كنت أتأمل آفاقها، وأتساءل: هل ثمة من يكافئها على عملها؟

وقصدت المنتديات المعرفية في الساحة المحلية، على اختلاف مسمياتها وأهدافها، وقد باتت معروفة للناس كافة؛ فهي وإن لم تعلن، تود سماع: إن مساعيها مشكورة، وإن حرصها على تثمير جهودها، ملموس ومثمن، وإن ما تقوم به تجاه المجتمع، هو ضرب من الوفاء تجاه الإنسان لجعله أكثر معرفة وثقافة ووعياً وصلاحاً.

فكلمة «المعرفة» التي تأتي ضمناً في مسميات هذه المراكز والمنتديات والملتقيات، هي كلمة تشمل في الأغلب كل ما يندرج تحت ثقافة ويفيد الإنسان؛ فهي تلبي حاجة ملازمة له ما بقي حياً، إلا وهو الفضول الإيجابي الذي سيقوده بالضرورة إلى أن يتعرف، ويدرك، ثم يعي، بهذا القدر أو ذاك، مجريات ما حوله من أمور وشؤون في مختلف المجالات والميادين. ولعله من نافلة القول: إن رسالة المراكز المعرفية والثقافية في المدن الحديثة في العالم، هي نوع من النضال غير اليسير، في مواجهة الجهل أولاً، والمد الزاحف بقوة على القيم بمفهومها العام ثانياً.

وما أصبح طموحاً، أن المرء يود أن حضور أنشطة وبرامج المراكز والمنتديات والملتقيات كلها في الساحة المحلية، لكن غياب التنسيق، الملاحظ بوضوح، يتسبب في معادلة غير منصفة هي: تصدير فائدة ذات فائدة عالية لجمهور محدود العدد. وفي هذا مضيعة لجهد وراء الكواليس، هو فائض قيمة.

منذ أسابيع مضت، حضرت أحد «مجالس الإثنين» في ندوة الثقافة والعلوم، وهو مفتوح للجميع. كان النشاط فيه متوافقاً مع ما كان يفكر فيه الكثيرون: تكريم الملتقيات والمنتديات والمراكز الثقافية في المجتمع، عرفاناً بما يقومون به من دور حضاري، في مسيرة تنمية لا تتوقف. ماذا ومتى وكيف؟ أسئلة همست بها لمسؤول في الندوة. فعلمت أن المبادرة كان قد تم إطلاقها بداية هذا العام، وأنها أصبحت تقليداً من تقاليد الندوة. وكان التمهيد لفعاليّة التكريم، نشاط مقتضب حول «الرواية الإماراتية الحديثة».

Email