ماذا لو

اخترنا القائد المناسب للمكان المناسب؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بصرف النظر عن السؤال الذي طُرح كثيراً، هل القادة يولدون أم يصنعون؟

والذي قد نختلف في الإجابة عنه، ولكننا سنتفق أن القائد المنجز والمتوازن في بيئات العمل يجب أن يتحلى بسمات أساسية، بغض النظر فطرية كانت أم مكتسبة يجب أن تشمل الصعيد الاستراتيجي والتشغيلي والاجتماعي.

ليس هذا هو موضوع المقال، وإنما ما يلفت الانتباه حقيقة، الحروب الباردة التي قد تنشأ بين الأجيال المختلفة في المجتمعات الوظيفية من أجل إثبات أيهم أكثر جدارة للإمساك بدفة القيادة: «الأجيال الجديدة أم الأجيال القديمة؟».

شخصياً اتفق مع فكرة أن القادة العظماء موهوبون فطرياً وولدوا ليكونوا قادة، ولكنني أيضاً داعمة وبشدة لفكرة أن القيادة تُكتسب عن طريق برامج متخصصة وتدريب وخبرة تراكمية مستمرة لتكوين عقلية وشخصية القائد الفذ.

لا يمكننا تجاهل جهود القادة المتمرسين وأصحاب الخبرة من الأجيال القديمة، فالقادة الأصغر سناً يمكنهم اكتساب مهارات لا توجد في الكتب من القادة أصحاب الخبرة مثل تعلم الكفاح، والصبر على تجاوز العقبات، والولاء للفريق وللمؤسسة، وتجنب ارتكاب الخطأ نفسه مرتين، وإدارة المختلفين، وحل المشكلات المعقدة، وفن بناء العلاقات والتعامل مع الآخرين.

بالمقابل لا يمكننا أيضاً التقليل من شأن القادة الشباب في الأجيال الصاعدة والجديدة على الساحة، حيث يمكن للقادة الأكبر سناً تعلم مهارات المستقبل من القادة الأصغر سناً مثل استخدام التقنيات الحديثة، والعمل ضمن فريق، وحتمية التغيير وخلق احتمالات عدة، والتشبث بالأحلام، والبحث عن فرص جديدة، والانفتاح وتقبل الآخر، وصناعة المستقبل.

تُعلمنا التجارب الحديثة الموجودة على أرض الواقع أن نجاح القائد قد لا يعتمد على سماته الديموغرافية بشكل أساسي بقدر ما يعتمد على مهاراته الفطرية المصقولة أو المكتسبة عن طريق التدريب.

ماذا لو أولينا المهارة والكفاءة وزناً أكبر مقارنة بالمتغيرات الشخصية عند اختيار القادة؟ ماذا لو كنا أكثر حكمة في اختيار القائد المناسب في المكان المناسب وبحسب طبيعة العمل؟

 

 

 
Email