الدبلوماسية الإنسانية.. واستدامة المساعدات

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الخارج، بدت الأكشاك أنها مخصصة للاستراحات القصيرة ما بين جلسات القمة العالمية للحكومات، لشرب القهوة وتناول حبات من التمر، ومن الداخل، فكان لكل كشك مهمة، وقصة جديرة بالإصغاء. أحدها كانت مهمته غير عادية، وقصته مثيرة، وشكل نافذة نشطة لسردية إنسانية خيرية طوعيّة، فهو يتحدث عن مشروع كبير وشامل.

متشعب في عملياته الإنسانية على اتساع العالم. عمره 13 عاماً، وأول ما انصب اهتمامه على النساء والأطفال في بلد أنهكته الحروب، هو أفغانستان. اختار المشروع لنفسه مصطلحاً حديثاً هو «الدبلوماسية الإنسانية»، واختار له طريقة مبتكرة في تنفيذ مهامه، مختلفة عمّا سبق من الطرائق المألوفة في المجال. فتحقق له الانتشار، وعُرف عالمياً بـ«مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد».

ومنذ تأسيسه أقنعت فكرته الجميع بجدوى التنمية المستدامة، في المساعدة الإنسانية وبصورة مختلفة، تقوم على نهج المساعدات المستدامة بديلاً عن تقديم «الأعمال الخيرية»، فالجديدة بدلاً عن قصر المساعدة على التبرّع بالموارد، المالية منها أو الغذائية أو غيرهما، ركّزت على وضع استراتيجية طويلة الأجل، تمكّن المستفيدين من المشروع في المستقبل، من دعم أنفسهم، والتحكم في حياتهم باستقلالية.

بلغة الأرقام، مكّن «مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد» في غضون 13 عاماً من مسيرته، ما يزيد على 8 آلاف امرأة أفغانية، 35 % منهن أرامل، واستفاد منه أكثر من مليون و300 ألف أفغاني في مجال الرعاية الصحية، وما يزيد على 700 ألف منهم حصلوا على اللقاحات اللازمة، و20 ألف طفل التحقوا بالمدارس، و930 شخصاً بالغاً انخرطوا في التدريب المهني، في إطار تعزيز التنمية المستدامة.

كما وفّر فرص عمل، استحوذت النساء العاملات من المنزل على 70 % منها. فحقق المشروع 14 هدفاً من أصل 17 من أهداف التنمية للأمم المتحدة. والقمة العالمية للحكومات 2023، ومشروع فاطمة بنت محمد بن زايد، خلصا إلى أن المشروع «نموذج مستدام للمساعدات الإنسانية والتطوعيّة، وملهم للحكومات المقبلة».

Email