ماذا لو..

استوقفتنا الملاحظات؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما سقطت التفاحة بشكل عمودي على رأس نيوتن وهو جالس تحت الشجرة، لم يتخيل أن التاريخ سيخلد ذكره باكتشافه الجاذبية الأرضية.

وحينما جلس أرخميدس في حوض الاستحمام، لم يتصور أنه سيؤسس قاعدة الطفو الشهيرة فقط من ملاحظة أن الماء يرفع رجليه إلى الأعلى كلما دفع هو رجليه إلى الأسفل.

قد يختلف بعضهم في قصة تفاحة نيوتن بأن ليس لها أساس من الصحة بالرغم من انتشارها الواسع. وقد يرى بعضهم الآخر أن قصة أرخميدس الدارجة غير دقيقة أو ليست صحيحة أيضاً. ولكن لا يمكننا إنكار أن أعظم القوانين الفيزيائية، والاكتشافات العلمية، والإنجازات العظيمة بدأت بملاحظات بسيطة لظواهر قد لا تستحق الاهتمام أو لن يلقي لها الأغلبية بالاً.

ولكن بالتأمل والتفكر والبحث والمدارسة، قد تتحول أبسط الحوادث إلى نظريات وقوانين كونية وأبسط الأفكار إلى مشروعات ضخمة وعالمية.

من أكبر الأخطاء التي نرتكبها في حياتنا وقد نندم عليها لاحقاً، عدم اهتمامنا وعنايتنا بالأفكار البسيطة والملاحظات وخصوصاً التي تأتي على شكل رسائل تلامس شيئاً ما في دواخلنا.

من الأمور التي من المهم أن نوليها بعض الاهتمام الخيال والأفكار، فالخيال الفخ الذي يصطاد الأفكار ويحولها من نشاط عقلي غير مرئي إلى أعظم اكتشافات أو اختراعات أو مشروعات عرفتها البشرية.

يقول اينشتاين «الخيال أهم من المعرفة»، فالخيال لا يصطاد الأفكار فحسب وإنما يحثنا على التساؤل والتطوير لخلق أشياء جديدة لم نكن لنتوقعها.

هناك أشخاص لو سقطت صواريخ على رؤوسهم لم يكن ليهتموا من أين أتت الصواريخ! ولماذا أتت؟ ولن يهتموا أبداً بكيف من الممكن أن نمنع هذه الصواريخ من السقوط على رؤوس العباد.

ماذا لو كنا أكثر حساسية تجاه أفكارنا مهما بدت بسيطة لنا؟ ماذا لو أدركنا أن أعظم الإنجازات تبدأ بفكرة أو ملاحظة بسيطة لا ينتبه لها الجميع؟

Email