تدمير دون عنف

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعبر إحدى الفتيات عن مدى استيائها الشديد بسبب عدم توافق والديها في أغلب الأوقات، هي في الواقع لا تفهم ما يحدث بينهما؛ لأنها تجدهما تارة يتلفظان بكلمات قاسية وتارة يعلو الصوت تدريجياً فيما بينهما بالصراخ، وفي المقابل ليس لها خيار سوى التزام الصمت والجلوس في باحة المنزل الخلفية وعقلها غارق في التساؤلات.

لا يخلو أي بيت من سوء الفهم أو المشاكل بين الزوجين التي قد تكون في حضور الأبناء، أو قد يصل الشجار بطريقة أو بأخرى إلى مسامعهم، والتي يترك استمرارها ندوباً داخلية وأثراً سلبياً على استقرارهم النفسي وتكون لها انعكاسات مدمرة في المستقبل.

السؤال الذي يطرح نفسه، أيهما الأكثر تأثيراً على حالة الأطفال النفسية، زوجان يتشاجران أمام الأبناء باستمرار؟، أم أبناء يعيشون مع والديهم تجربة طلاق؟

للأسف الشجار والخلافات المستمرة أمام الأبناء تؤدي إلى تسرب الذعر وعدم الاستقرار في نفوسهم.

ويرى مستشارو العلاقات الأسرية وخبراء علم النفس أن قرار الاستمرار في علاقة زوجية متوترة بغية حماية الأطفال قد لا يصب في مصلحتهم، لأن استمرار الخلافات الحادة يؤدي إلى تدهور معنوياتهم، وتدني شعورهم بالأمان العاطفي، والذي يؤثر على نموهم الطبيعي، وقد يقع ضرر نفسي مباشر عليهم يدوم مدى الحياة.

ولذا للحد من الخلافات لا بد من فتح الحوار والسماح لشريك الحياة بالتعبير عما يدور بداخله، وتجنب النقد وإلقاء اللوم عليه في المواقف السلبية التي قد تزيد الأمر سوءاً، وتتسبب في تدمير الحالة النفسية حتى ولو لم يكن هناك عنف مباشر.

وأما الأبناء الذين يعيشون مع والديهم تجربة طلاق فيكون الاحتكاك بين الطرفين أقل وقد تكون المسؤوليات التي تقع على عاتقهم واضحة ومحددة وبالتالي تكون التوترات السلبية فيما بينهم موجودة، ولكنها أقل ضرراً على نفسية الأبناء، وذلك إن تم التعامل والتفاعل مع بعضهم البعض بعقلانية وإيجابية.

 

Email