خير قدوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تخبرني إحدى الأمهات أنها قرأت مؤخراً مقالة عن الأبناء والصراخ في العلاقة الزوجية وشعرت بعدها كأنه جرس تنبيه وبدأت بمراجعة نفسها، وأدركت أن هذا السلوك فعلاً لا يصلح مع الأبناء. جميعنا في لحظة غضب أو تجربة زوجية فاشلة تنتابنا مشاعر مختلطة نجبر بسببها على إطلاق أحكام وكلمات محبطة على الأبناء دون قصد أو تفكير واعٍ، وبالتالي نندم أشد الندم في المستقبل عندما نلاحظ مدى تأثير تلك الكلمات والمواقف السلبية على شخصيتهم وتفاعلهم مع الآخرين.

الأم ليست امرأة خارقة والأب ليس معصوماً عن الخطأ، ويبذل بعضهم قصارى جهده لاكتشاف مهارات أبنائه وصقلها وتنميتها منذ الصغر ليصبحوا أشخاصاً ناجحين. كما أن اهتمامهم ووجودهم بالقرب منهم يعني الحماية والرعاية والقدوة.

وتربية الأسرة لها بالغ الأثر في نمو الأطفال وتنمية شخصيتهم وتوجيه سلوكهم وإعدادهم للمستقبل، ولذا فإن استخدام الحوار الذكي وتجنب الصراخ والمشاكل الأسرية يحصنهم من الخطأ ويضمن صحتهم وأمانهم النفسي.

والمشاكل عموماً بين الوالدين لأي سبب كان مقبولة ومتوقعة، ولكن غير المقبول استخدام الأبناء كأسلحة انتقام من شريك الحياة ليشعروا بالانتصار، خصوصاً في بعض قضايا الطلاق لضرر والتي تتضمن في بعض الأحيان أسباباً منطقية صادقة وفي أحيان كثيرة أسباباً غير صحيحة. لا بد أن يتذكر أولياء الأمور دائماً أن هناك أطفالاً بينهم يراقبون تصرفاتهم، والحرب النفسية فيما بينهم قد تؤثر عليهم بالسلب طوال حياتهم.

بلا شك كل أسرة لها قصة مختلفة تحمل بين طياتها الكثير من التحدي، البعض قد يكون مهتماً والآخر غير مبالٍ ولكن تصل الأسرة في نهاية المطاف بإذن الله تعالى إلى بر الأمان من خلال التوجيه السليم والتذكير أننا القدوة لأبنائنا، يتعلمون منا السلوك والأخلاق والتعامل الإيجابي، ولذا لابد أن نكون دائماً خيرّ قدوة.

 
Email