اغتيال

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الإعلام سلاح أيديولوجي» مسلمة باتت تشكل منعطفاً جديداً في كيفية التعامل مع ما نسمعه ونقرأه ونشاهده في وسائل الإعلام العالمية وكيف تسوقه تلك النواقل وانعكاس ذلك على ثقافتنا المحلية، فبين التسويق المتقن والمدسوس بالأيديولوجيات المحرضة وبين تلقي تلك المعلومات عبر وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، تكمن الإشكالية.

فالتلقي ليس مشكلة بحد ذاته وإنما كيفية التعامل مع هذه المعلومات، فالتحديات المستمرة للارتقاء بالمحتوى الإعلامي المحلي، وتطوير الكوادر الوطنية وسبل إيصال الرسالة الإعلامية الاستراتيجية إلى الداخل والخارج، بناء فكري وعلمي وتقني تسعى حكومة الإمارات إلى توطيد أسسه في الإعلام المحلي، ليكون سلاحاً تقنياً جديداً في زمن نشهد به حرباً أيديولوجية وإشاعة للمواقف الضبابية.

حيث برزت على السطح أساليب قمع وإرهاب جديدة تبنتها الأيديولوجيات الإعلامية، بشكل منمق وهو مصطلح «اغتيال الشخصية» وهو اغتيال معنوي منظم مع سبق الإصرار والترصد، محفوف بزمرة من الأخبار الهدامة والمدسوسة بالأكاذيب والافتراءات.

وهذا الاغتيال الخفي يستتر بين العبارات في خبر أو تقرير أو قصة خبرية أو حوار ليلج لعقل القارئ وقلبه وحواسه، باختلاف الخصائص الديموغرافية، حتى يوجد حالة من الفوضى الفكرية والتشكيك في الولاء، هذا بالإضافة إلى المنظومات الإعلامية التي انتقلت من نقل الخبر إلى أيديولوجية صناعة الأحداث، وباتت محركاً فاعلاً في رسم سيناريوهات خفية أو علنية لما تنقله وسائل الإعلام.

ومن هنا تأتي أهمية الوعي في تلقي هذه الأخبار والتعامل معها وتطوير إعلام محلي ضد هذه الألاعيب الإعلامية، فالإعلام المؤدلج سلاح خطير، لا يحتاج لباب حتى يستأذن، إنه وباء ينخر في الفكر والعقل، سهلت تفشيه المتقن بعض وسائل التواصل التي تنصلت من الأخلاقيات والنزاهة.

وباتت الحاجة إلى ابتكار أسلوب جديد للخطاب وقوالب حديثة للمعالجة، والتخلي عن المنهجيات القديمة والتقليدية في نقل الأخبار وتحليل الأحداث، ضرورة ومطلب، في ظل مشهد اغتيال القيم والثوابت.

 

Email