مسارات حياتية

الحوار الهادف

ت + ت - الحجم الطبيعي

جميلة هي الحياة عندما نراها بعين التفاؤل والأمل، وتزداد جمالاً عندما نمتلك أشخاصاً نثق بهم، نتبادل معهم أحاديثنا، ونخبئ في قلوبهم أسرارنا، ونتكئ عليهم عندما نشعر بالانكسار ونحن نواجه تحديات الحياة. ورغم تعدد علاقاتنا وتوسعها، تظل دائرة هؤلاء الأشخاص ضيقة، وتكاد أن تكون محصورة في عدد بسيط لا يتجاوز أصابع اليد، وكلما زاد قربهم منا، زادت هذه الثقة، وقوي عضد علاقتنا بهم، وكذلك هي الحياة التي تعلمنا كل يوم شيئاً جديداً، وتكشف لنا عبر اختباراتها عن أسرارها وما تخبئه لنا من لحظات سعادة وتحديات.

جميلة هي الحياة، عندما نرزق بشريك الحياة الذي نتكئ عليه، ونفتح له قلوبنا، ونناقش معه ما نخطط له مستقبلاً، ومعه نضع أهدافاً عديدة، نستمع إليه ولكلماته ونصائحه كما يستمع إلينا، نحدد معه شكل العلاقة مع المحيط الاجتماعي، إيماناً منه ومنا بأن الحياة مشتركة، ذلك كله يمكننا من امتلاك مفاتيح الحوار الهادف الذي يجعل من بيوتنا جنة، يسودها الهدوء، والكثير من الفرح، يجعلها خالية من الاصطدام، والمرور بالمواقف السلبية، ويخلصها من الغضب الذي يكون في أحيان كثيرة بمثابة «الشرارة التي تحرق البيت».

«لا تكون أيامنا على سوية واحدة»، تلك حقيقة وليست خيالاً، ولكننا نستطيع أن نجعل أيامنا أفضل كلما تمسكنا مع شريكنا بالحوار الهادف، الذي يعد «العمود الفقري» للعلاقات الزوجية، والاجتماعية أيضاً، فمن خلاله يمكن أن نكتشف نقاط قوتنا وضعفنا أيضاً، وعبره نختبر قدرتنا على الإنصات والتمسك بالهدوء والصبر، وهو وسيلتنا المثالية للإقناع الفعال في العديد من المواقف. الحوار الهادف هو أداتنا للاستماع إلى الطرف الآخر، والتعرف على ما يقدمه لنا من اقتراحات ونصائح مختلفة، ستكون بلا شك مفيدة لنا في التعامل مع أيام الحياة وتحدياتها وظروفها المتقلبة. في الحوار الهادف، لا نلجأ إلى المقارنات بين الماضي والحاضر، وبين الشخص وقرينه، فكل واحد منا جبل على بيئة معينة، ونشأ على تربية مختلفة، لذا تكون المقارنات هنا أشبه بمن يسكب الزيت على النار.

مسار

الحوار الهادف يمنحنا مزيداً من الفرص لتصحيح مسارات حياتنا

Email