جيل فكر واربح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم نسلم نحن مواليد الثمانينيات والتسعينيات من الركلات الكلامية الموجهة لنا من الجيل الأكبر سناً، فنحن الجيل المتهم بالبلادة والكسل، الجيل الذي ولد في أحضان الألعاب الإلكترونية، وقرأ توافه الكتب، الجيل المدلل الذي أكل البرغر، وأدمن برامج الساعة الـ 4 عصراً، نحن الذين ولدنا خدجاً في عصر الالتفاف، فلم تكتمل أطوار نضجنا.

«الله يرحم».. كلمة مفتاحية في كل جلسة حوار، الحد الفاصل بين جيلين، يتذكرون أيامهم الخوالي، ونقاء النفوس والسريرة، وجدية التعليم في عهدهم، ويختمون حديثهم أنتم «جيل آخر زمن»، «جيل فكر واربح»، لا يشبه جيلهم الذي تربى على قاعدة اكدح واربح، «كنا نكدح ليل نهار»، واصفين جيلنا بجيل النعماء، جيل أرهق نفسه بالتفكير، وربط أدمغته بأجهزة الحاسوب، قالوا إننا أفرطنا في تشغيل عقولنا حتى نسينا قلوبنا، فأصبحنا لا نقوى على شيء.

ولكني أتساءل اليوم، كوني ضمن جيل فاصل بين جيل كادح وجيل جديد، هل كنا لنستبيح توجيه ركلاتنا الكلامية لمن خلفنا من جيل جديد بفكره المغاير كما فعل السابقون بنا؟ أم أننا سنسلك نهجاً مغايراً لنتكيف في سباق الحداثة؟

ورغم أني لا أستسيغ نهج الركلات الكلامية بين الأجيال، إلا أن الواقع يقول إنه مطلب مهم في بعض الأحيان، لا سيما حين نتحدث عن عينة من جيل اليوم، ممن لا يقوى على خدمة نفسه بكوب ماء، ومنهم من لا وقت لديه لحل واجب تافه ويوكل لأمه المهمة، لأن لديه موعداً افتراضياً للعب، ومنهم أيضاً من يتحدث بأكثر من لغة، ولا يفقه لغته العربية، وطبعاً أقول «البعض»، الجيل المسكوت عن بعض تصرفاته، تحت تحليل عميق يؤمن أنها «طفرات العصر» ولا بد أن نذعن لها.

رسالتي لجيل «اكدح واربح»، لن نفعل مثلكم، سنعيش التباين ونقبل الاختلاف مع الجيل الجديد، ونوجد التكيف كأسلوب حياة، بعيداً عن التوبيخ، بحوار مقنع وفكر مرن لنحدث التغيير المنشود.

 

Email