ليجتاز الاختبار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن للإنسان أن يستغني عن الصبر في جميع أحواله لأن حال الإنسان متقلب، تراه يتقلب بين حالٍ وآخر في الليل والنهار، تجده يصارع الظروف والمواقف بين ضيق وفرح، يسقط مرة وينهض في مواقف أخرى، يفشل في ظروف معينة وينجح في ظروف أخرى.

الحياة عموماً ليست دائماً مفروشة بالورود، وإنما قد يكون فيها معاناة وصعوبات كثيرة قد تمر على الإنسان في محطات حياته المختلفة، التي يختبر فيها الله جل في علاه عباده في الابتلاء والمحن والظروف الصعبة وعلى ما هم عليه من نعم وخير أيضاً.

وقد تكون غفلة الناس عن اختبار الله تعالى لهم في النعم والخيرات أشد وطأة وأصعب بكثير من اختبار البلاء، وذلك بسبب استمرار بعض النعم واعتيادهم عليها، لذا لا يشعرون بمرارة شعور المحرومين منها، ظناً منهم أن الأغلبية يتمتعون بها دون استثناء. لذلك القليل فقط من يفطن ويستوعب أن ما يتمتع به من كل النعم والخير هو ابتلاء واختبار بحد ذاته.

هناك كثير من الناس تتألم بصمت على مرض يستعصي علاجه أو ظلم مسؤول أو فقدان عزيز أو خسارة وظيفة أو جفاء الأخوة والأصدقاء، ولكن تأتي البشارة الربانية كضماد مداوي لقوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} سورة الزمر: 10.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»، الإنسان قد تحصره المحن أحياناً ولكن لكل من يتحلى بالصبر بشرى ونور.

الصبر بلا شك نهايته خير، ولعل للمبتلى عند الله سبحانه وتعالى منزلة عظيمة لا يمكن أن يبلغها بعمله، لذا يبتليه ويصبر هو على ما ابتلاه فتطهر النفس وتكفر الذنوب حتى يبلغ تلك المنزلة ويجتاز الاختبار.

 

Email