جسد واحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

جميعنا عشنا في الأيام الماضية مظاهر التلاحم والتكاتف التي جمعت أبناء زايد والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، لحظات أكدت أن من يقطن هذه الأرض شعب أصيل ووفي يهب في وجه الصعاب، يتساوى في عرف طيبهم الليل والنهار، عندما يكون الوطن هو الرهان الكاسب.

التلاحم الإيجابي الذي أبداه ويبديه أبناء زايد كل يوم في الشدة قبل الرخاء، تتكسر أمامه الصعاب، شعب أثبت دوماً أنه رهن إشارة الوطن، واستغاثة المحتاج، جفن لم يغمض وبات ساهراً على تخوم التحديات، نداؤه «لبيه» لكل محتاج ومتضرر.

كل يوم تبرهن الإمارات أنها مثال حقيقي يدعو إلى الافتخار وهي تمثل صورة الجسد الواحد في أبهى حلله، تحقيقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)، كيف لا ونحن نرى عبر مثال واحد فقط خلال الأوضاع الجوية الأخيرة، أن القيادة لم تدخر جهداً في تقديم كافة أشكال الدعم والتضامن للمتضررين من جراء السيول في المناطق الشمالية، مشاعر عميقة بين القيادة والشعب، تمتزج بها أواصر التفاني والعطاء، ويلمس الجميع فيها مدى الوفاء في هذا التلاحم العظيم منقطع النظير، وهي تجسّد ملحمة المودة والتراحم والتعاطف، وتتداعى بالسهر على راحة الجميع من أجل الجميع.

إن أبرز ما يميز دولة الجسد الواحد أنها استلهمت من تراث الوطن ممارساتها الأصيلة لتحقيق التواصل المباشر والمستمر بين أبنائه جميعاً برحابة الصدر الذي لا يكون إلا في أرض الخير، شعب أصيل فتح القلوب قبل المنازل لكل محتاج، وهرول ليمد يد العون في كل واجب وتطوع بناء، لتكون التحديات الكبيرة صغيرة بعزمهم، لتمضي الإمارات.. وتمضي سفينة الريادة دون توقف.

Email