الأقوال والوعود

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أحد الاجتماعات بشّر المدير المباشر، الموظفة، بأنه بسبب جهودها الدؤوبة طوال السنوات الماضية سيتم ترقيتها، شعرت الموظفة حينها بالفرح، ولأول مرة من بعد مرور تلك السنين الطويلة التي كانت تشعر بها أنها محبطة ومهزوزة الخاطر. وقالت في قرارة نفسها والسعادة تتغلغل إلى أعماقها: الحمد لله أشعر أن الفرحة لا تسعني، أيعقل أن جهودي بدأت تثمن وتأخذ بعين الاعتبار!.

وفي اليوم التالي، يبدو وكأن المدير تراجع عن قراره، أو نسي أو تناسى وعده تماماً ما إن دخل إلى مكتبه.

في تلك اللحظة أسئلة كثيرة قد تتبادر في أذهان الكثيرين: لم هذه الوعود الواهية، ولماذا تم طرح موضوع الترقية من الأساس، هل هناك أسباب قهرية، أم هو فقط لإرضاء الطرف الآخر وكسب ثقته من جديد لمصلحة معينة؟ أم أنه بمثابة التخدير الموضعي المؤقت للشخص الذي يطالب بحقوقه باستمرار؟

بلا شك بعض الوعود الزائفة ليست من شيم القادة الناجحين، لأن من إحدى سمات المدير والقائد الناجح، الالتزام بالوعود.

أصبح الوفاء بالوعود أمراً يستهان به من قبل بعض المديرين، الذين لا يدركون مدى تأثير الكلمة ووقعها على نفوس الموظفين، والتي قد تتسبب في تدهور معدل الإنتاجية وترك أصحاب الخبرة والاختصاص بيئة العمل؛ لأن أول ما يشعر به الموظف في هذه المواقف أنه ليس موضع احترام أو تقدير ولا قيمة له.

لا بد من إدراك الشخص المسؤول أن احترام مشاعر الموظفين والوفاء بالوعود مهم جداً، لأنه بتحقيق ذلك يتنامى شعورهم بالولاء والانتماء والالتزام وضمان استمراريتهم في بيئة العمل، وأما الموظف فيتطلب منه التوثيق وجمع الأدلة والاهتمام بالمراسلات الإلكترونية الرسمية حتى يضمن حقه في حال تغيرت الأفعال، وتبدلت الأقوال والوعود.

Email