ضمهم بحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول أحدهم حين تكون ابنتي الصغيرة معي أشعر أنها قوية وواثقة من نفسها، ولكن حين تتواجد أمها معنا أشعر أن مشاعر الخوف والضعف تتسرب في داخلها، لذا صارحتُ زوجتي يوماً وأخبرتها أنني أشعر أن ابنتي تراودها مشاعر الخوف والارتباك حين أضمها أمامها، فتردُ بغضب «لم تعد ابنتنا صغيرة لا تعودها على العناق والاحتضان».

ذكر علماء النفس أن الاحتضان يساعد على نمو الطفل السليم، وهو يحتاج إلى 24 ضمة يومياً «أربع ضمات للمعيشة والبقاء، وثماني ضمات للصيانة النفسية، واثنتي عشرة ضمة للنمو الجسدي».

وبالرغم من هذه الحقائق كلها إلا أنه لا يزال البعض حتى اليوم يرى في احتضان الأبناء تعويداً على الدلال الزائد وتدميراً لشخصيتهم غير مدركين أنه بالمنع يقومون بفتح الباب على مصراعيه أمام استغلال ضِعاف النفوس للأبناء، وبالتالي يجرُفهم التيار إلى الانزلاق في الممارسات الخاطئة.

بعض الأسر تجهل حجم المخاطر التي قد تواجه الأبناء حين تجف العاطفة ويتوقف الاهتمام، اللذان بلا شك من الممكن أن تجذبهم لعلاقات زائفة ومدمرة.

يجب أن يعي الوالدان أن من أهم فوائد الاحتضان بحب هو شعور الطفل أنه مقبول لدى الشخص الذي يحتضنه فتكون كأنها شحنة عاطفية تعطيه الطاقة الإيجابية، كما أنها ترفع مستوى الأكسجين في الجسم وتمكنه من ضبط شعور الاستياء والغضب. ودائماً يكون لهُ مفعول السحر مع المراهقين لأنه يذيب الشوائب ويقرب المسافات ويحميهم من العلاقات غير السوية. وفي الوقت ذاته، يزيد من شعورهم بالأمان والاستقرار، والتي تعتبر من الحاجات الأساسية التي تكسبهم الثقة بالنفس.

تذكر دائماً، الكبار عموماً في أمس الحاجة إلى الحنان والحب ولصدر يضمهم ويحنو عليهم في أغلب الظروف، فما بالك الأبناء. من المهم أن يركز الوالدان على العطاء والحب الصادق غير المشروط، والابتعاد كل البعد عن زعزعة أمان الأبناء النفسي الذي يكتسبونهُ منهم.

Email