لطائفُ الكلِم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسمرت عيناها في عبارة صادمة وغير متوقعة وصلتها من شخص عزيز والذي جعلها تلقائياً تشعر بالامتعاض، فأرسلت عبارة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي تقول «خذ الحقيقة من أفواه المواقف، المواقف تكشف الناس ولا تحكم على نقاء وشهامة الإنسان من كلماته»، وبعد دقائق تصلها رسالة من إحدى السيدات تعقيباً على تلك العبارة المُرسلة «يحزنني من يدخر تفسير حبه للأشخاص بالمواقف فقط ناسياً أنهم يحتاجون للكلمات المحفزة التي تعتبر طبطبة ودواء لكل من أوشك على الاستسلام».

في الحقيقة، ساور الفتاة بعد قراءة تلك العبارة شعور غريب وبدأت تتساءل، ما الذي نحتاجه وبقوة الكلمات أم المواقف؟

الكلمات إما غيث أو رِماح، انتقيها بلطف قبل أن تكتبها أو تنطق بها.

أحياناً قد تجرح البعض ممن حولك إما بقصد أو بدون قصد، وذلك ربما لأنك لم تفصل الموقف عن الشخص فبدا لك الموقف كارثياً ويستحق انطباعك السلبي وبالتالي بدأتَ بتصويب تلك الأحكام إما بسبب مواقف حدثت في سجل حياة ذاك الشخص في الماضي أو هو باختصار بسبب تسرعك وتصرفك الطائش.

تيقن تماماً أنك عندما تتلفظ ببعض الكلمات الجارحة من دون تفكير واعٍ وتقوم مستقبلاً بالاعتذار ستكون كمن يطرق مسماراً في خشب ثم ينتزعه، هل تظن أن الثقب الذي أحدثه المسمار يزول؟ كذلك الكلمة غير الموزونة تكون سهلة جداً عندما تتلفظ بها ولكن من الصعب إزالة أثرها في القلب حتى بعد الاعتذار، بعكس الكلمة الطيبة التي تكون صدقة وتترك مفعول السحر الإيجابي في قلوب الناس.

تذكر دائماً، قد تجف ينابيع الحب بكلمة، قد تزرع الأمل في قلب مريض بكلمة، قد ترسم ابتسامة على وجه من تعثر في منتصف الطريق بكلمة، وقد تقتل متعةَ من حقق إنجازاً عظيماً بكلمة.

بعض الكلمات تحيي القلب وتزيدهُ حباً وأخرى تميته؛ لذا انتقوا كلماتكم بحرص.

Email