مسارات حياتية

الفكرة والمبادرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفكرة هي أصل الأشياء، وهي تعبير عن المفهوم حول موضوع ما نرغب بإيصاله إلى الناس، بينما المبادرة فهي القدرة على رؤية الأمور من زوايا مختلفة، والمساهمة في التطوير وإعادة صياغة الأشياء وتقديمها بطريقة مغايرة، ولوهلة قد تبدو المسافة بين الفكرة والمبادرة شاسعة، ولكنها في الواقع هي خلاف ذلك، فالفكرة والمبادرة تمثلان وجهين لعملة واحدة.

حيث يوجد بينهما قواسم مشتركة عديدة، فكلتاهما يمثل نتاجاً للعصف الذهني، وعلامة على الرغبة بإحداث التطوير، وكلتاهما تعبران عن القدرة على اتخاذ القرار، وتلك هي إحدى سمات القائد الناجح والموظف أيضاً، وكلتاهما تحتاجان إلى إتقان مهارات خاصة، تتمثل في تعزيز القدرات التحليلية والقيادية، وقدرة تجاوز التحديات وتحويلها إلى فرص، وهو ما تتطلع إليه المؤسسات دائماً بامتلاك القائد الناجح والموظف المبادر، الذي يتجاوز حدود بيئة العمل، عبر البحث عن أساليب جديدة للإنجاز.

وبقدر ما تحمله الفكرة من قيمة، فالمبادرة كذلك أيضاً، فبين طياتها تعزيز لقيمة الفرد وذاته، وهي طريق محفوف بالخبرات العالية، كون المبادرة تعد محركاً لتغيير وتطوير بيئة العمل، ما يعود بالنفع على المؤسسة نفسها وصورتها العامة، وفيها تجديد للدماء التي تحتاجها كل مؤسسة مهما عظم أو صغر حجمها، كون المبادرة تساهم في خلق القدوة في بيئة العمل، وتساعد على تحسين العلاقات والأجواء العامة في هذه البيئة.

تعزيز حس المبادرة لدى مجتمع الأعمال، لا يعد معادلة صعبة، بقدر ما يحتاج إلى تغييرات بسيطة في البيئة نفسها، عبر جعلها أكثر قدرة على تحفيز الموظف على المبادرة وتنمية روحها بداخله، وذلك يساعد في جعله أكثر كفاءة وسرعة ورفع قدرته على إنجاز المهام، والمردود عادة يكون «طيباً» على المؤسسة نفسها، لا سيما من حيث رفع إنتاجيتها وجعل بيئتها أكثر تشاركية واستقراراً، لأن ضمان الاستقرار في قلب المؤسسة يساعد على تعزيز قيمتها وريادتها في السوق التجارية.

مسار:

المبادرة فيها تقليل للعقبات التي تقف في طريق النجاح والتطور

 
Email