مسارات حياتية

ردة فعل

ت + ت - الحجم الطبيعي

«لكل فعل ردة فعل، مساوية له في القوة، ومعاكسة في الاتجاه»، جلنا يدرك أن هذه الجملة ليست عبثية، وإنما هي قاعدة أساسية في الفيزياء، أطل بها إسحاق نيوتن، وعلى ضوئها حدد أشكال الحركة وقوانينها، وعلى حدودها قامت عديد المسائل الفيزيائية، وما رافقها من حلول، ولكن في الواقع، هذا القانون لا يسري فقط على مجالات الهندسة والصناعة وغيرها، وإنما ينسحب أيضاً على السلوك الإنساني، وقد يبدو ذلك لوهلة أمراً غريباً، وسيكون مقنعاً لو حاولنا إسقاطه أو تطبيقه على أرض سلوكيات البشر، سواء مع أنفسهم أو ضد بعضهم البعض.

تجليات القانون الفيزيائي تظهر تماماً في كل ما نمر به من مواقف حياتية وإنسانية، فردود أفعالنا تختلف من موقف لآخر، كما تختلف أيضاً في تعاملاتنا الإنسانية وعلاقاتنا الشخصية، وفي أحيان كثيرة، تختلف حدة ردود أفعالنا، وفقاً لمدى مسافة قربنا أو بعدنا عن الآخر، ومدى المحبة التي تسكن قلوبنا ناحيته، وبناءً على ذلك، يتم تحديد مدى تقبلنا لطبيعة الفعل الذي قام به الآخر تجاهنا، وتحديد مدى حدة ردة أفعالنا، والتي قد تكون أحياناً قاسية جداً، وأحياناً «حالمة». وتحديد نوعية ردة الفعل وحدتها أحياناً كثيرة، يكون محكوماً بقدرتنا على التحمل، ومقدار الإساءة التي نتعرض لها، وإن كانت قد تمت عن قصد، أو نتيجة سوء فهم، أو في لحظة غضب، أو نتيجة لضغوط، وغيرها.

بعض المواقف تحتاج منا إظهار الجانب القوي في شخصيتنا، وعدم السماح باستغلال نقاط ضعفنا، مهما كانت صغيرة في نظرنا، لأن استغلالها سيزيد «الطين بلة»، فالبعض لا ينفع معهم «الصفح والتجاهل»، وفي بعض المواقف، يكون الصبر والهدوء، هما الحل الأمثل، عملاً بالحكمة القائلة، بأن «العفو عند المقدرة». وبلا شك أن من يريد السلام الداخلي والراحة، يجب أن يكون على درجة عالية من المرونة والقابلية للتسامح.

مسار

لا تكن صلباً فتكسر، ولا ليناً فتعصر

Email