المنطق والواقع

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسوأ ما في الخيانة أنها لا تأتي من عدو.

تعد الخيانة خيبة وصدمة قوية تزعزع استقرار أغلب العلاقات، لأنها أشبه بالجرح الغائر الذي يهدم الثقة والحب بين الأشخاص.

وتختلف ردة الفعل من شخص لآخر وخصوصاً في حالات الخيانة الزوجية، ومن خلال الشاشة الرمضانية هذا العام في المسلسل «من شارع الهرم إلى»، تثير قصة الأم عبلة المسيطرة والمتسلطة اهتمام الجماهير وتقدم فيه الفنانة القديرة هدى حسين دور الطبيبة الناجحة والوالدة المتحكمة والقوية في أسرتها، والتي تعيش من خلالها بعض التقلبات النفسية، تشعلها رياح حياتها المملوءة بالتحديات.

ومن خلال نافذة هذا العمل الدرامي، تلقت الفنانة تفاعلاً ملحوظاً في أحد المشاهد الجريئة الذي تبرّر فيه خيانة ابنها الصادمة، وتطلب من زوجته أن تسمّي الأشياء «بغير تسمياتها» حتى تمضي الأمور بسلام، مطالبة إيّاها بتجاوز المنطق وتسمية خيانة زوجها «نزوة وليس خيانة». وهذا ما يسمى أسلوب التضليل أو التلاعب النفسي الذي يعد نوعاً من الإساءة العاطفية الذي ينتج من خلال استغلال وخداع الآخرين بشكل يجعلهم يشكُون بسلامتهم العقلية والنفسية.

التلاعب النفسي هو التأثير وفرض معلومات وآراء بطرائق ملتوية أو بطريقة مباشِرة عمداً على أحد الأشخاص، من خلال التلاعب بالأحداث بتزييفها وتغيير مجرى الوقائع ليتمكن من إقناعه أنه المسؤول الأول في تدهور العلاقة ووصولها إلى ما هي عليه اليوم. أو إعطاء الشخص حرية التعبير عن التفاصيل ليتمكن من اكتساب وقت كافٍ لتحضير موقفه وما سيقول، وبالتالي يكتشف نقاط ضعفه ويستغلها ضده.

تخبرك التجارب بألّا ترفع سقف توقعاتك بأيّ أحد ولا تغرك الابتسامات، وتيقن دائماً من أن الشخص المتسلّط لا يميّز بين الصواب والخطأ إلا من خلال منطقه ومنظوره الشخصي، ومن دون الأخذ في الحسبان وجهات نظر الآخرين، متمسكاً برأيه ولا يظهر أي استعداد للتنازل عن أفكاره حتى ولو لم تتناسب مع المنطق والواقع.

Email