وجهة نظر

ترسيخ المفاهيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} – (الرعد:11).

يعتبر انتشار السلوك السلبي من سوء التعامل مع الحقوق وقلة الأمانة في المجتمع هدراً وضياعاً للأخلاقيات الإنسانية، وليس هناك علاج أفضل من شهر رمضان الفضيل الذي يعد فرصة لا تعوض للتغيير نحو الأفضل، بالإقلاع عن جوانب السلوك السلبي، ومراجعة وإصلاح النفس وتهذيبها، والاعتناء بجوانب التغيير المطلوب وتوفير التوعية من مراحل عمرية مبكرة.

هذا الشهر هو شهر الدعاء وفرصة لتقويم السلوك ومحاسبة النفس وطلب المغفرة وبناء العلاقات القائمة على المودة والرحمة والتسامح، قال النبي - عليه الصلاة والسلام: «إنَّ للهِ تعالى عتقاءَ في كل يومٍ وليلةٍ، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مُستجابةٌ». لذا الدعاء للأبناء بشكل خاص له فضل عظيم وأهمية كبيرة لا يجب الإغفال عنها، والالتزام بالدعاء لهم على الدوام يغير أحوالهم إلى أفضل حال، ويجعلهم أفراداً صالحين نافعين لأنفسهم ومجتمعاتهم.

وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه.

الحرص على الاستفادة من مدرسة الصوم يشمل الصغار أيضاً الذين يتوقون لأداء هذه الفريضة مثل الكبار، ولكن قرار السماح بصيام الأطفال يعتمد على عوامل محددة منها، سن الطفل وحالته الصحية والنفسية، ولا بد من استشارة طبيب الأطفال الذي بإمكانه تحديد إمكانيتهم في أداء هذه الفريضة، ووجب التنويه أنه لا ينصح بصيام الأطفال الأصغر من 10 سنوات.

وفي حالة صيام الطفل، يطلب من الأهل الانتباه إليه ومتابعة نشاطه الحركي، فإن شعر الطفل بالإعياء، أو لم يستطع تحمل الصوم يجب قطع الصوم والإفطار فوراً للحفاظ على سلامته.

علينا أن نتذكر دائماً أن للأطفال حقاً في هذا الشهر إن لم يكن بالصيام، فمن خلال ترسيخ المفاهيم والتعاليم الإسلامية وغرس الذكريات الجميلة المرتبطة بهذا الشهر بأسلوب محبب نجعلهم يتشوقون دائماً لاستقباله في كل عام.

Email