يوم الحساب الأعظم

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجزاء من جنس العمل.

قرأت أخيراً قصة تعلمنا عدالة السماء في نصرة المظلوم.. في أحد الأيام، رأى أحدهم صياداً قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبته وأجبر الصياد على أن يعطيه السمكة ولكنه رفض لأنه يأخذ بثمنها قوتاً لأبنائه، فضربه وسلبه حقه قهراً وذهب، فبينما هو ماشٍ بها عضت إبهامه عضة قوية تسببت بألمه ألماً شديداً حرمه هناءة النوم وورمت يده، فلما أصبح ذهب إلى الطبيب الذي أخبره بأهمية قطعها وإلا تلفت يده كلها فقطع إبهامه. ثم اشتد الألم على باقي اليد، فقيل له أن يقطع المرفق وانتقل الألم إلى العضد فاضطر إلى أن يقطع كتفه حتى لا يسري إلى باقي جسده.

فسأله أحد الأشخاص ما الذنب الذي ارتكبه ليشتد عليك البلاء؟ فتذكر قصة السمكة والرجل الذي ظلمه. فذهب إليه ليطلب الصفح والمغفرة، وسأله بالله يا سيدي، هل كنت دعوت علي؟ قال: نعم، قلت: اللهم هذا الرجل استغل ضعفي وأخذ مني ما رزقتني ظلماً فأرني فيه قدرتك.

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً

فالظلم ترجع عقباه إلى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنم

إن الظلم سبب لهلاك الأمم في سنواتٍ مضت، فقد أهلك الله عز وجل أقواماً وقروناً من الناس قبلنا وما زال هذا الهلاك يسري على بعض الأمم لوجود الظلم في الأرض، هي سنة كونية كلما كثر الظلم والفساد في الأرض نزل العقاب الأليم.

تذكر دائماً أن التخاذل عن نصرة المظلوم ذنب عظيم وظلمك لغيرك يبقى معلقاً في رقبتك ما لم يسامحك المظلوم إلى يوم الحساب الأعظم.

 

Email