الدواء المر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الطلاق هو أبغض الحلال عند الله عز وجل، ولا يختلف اثنان على أن وقوع الطلاق يعني انهيار أسرة بأكملها، ما يعد كارثة، قد يدفع ثمنها الأبناء لسنوات طوال، لكن هل هناك ما يمكن أن يسمى «الطلاق الناجح»؟

في لحظة اتخاذ الشريكين قرار الطلاق، بعد استنفاد كل الوسائل لإنعاش الحياة الزوجية، قد تبدأ المشاحنات والمضايقات المتعمدة، التي يحاول كل طرف إظهارها للآخر، كنوع من الاستفزاز والانتقام لفشل العلاقة الزوجية.

تلك هي الصورة السائدة لأشكال بعض حالات الطلاق في المجتمع، رغم أن تلك الخطوة يمكن أن تتم بشكل إيجابي من دون أن يتم تشويه سمعة شريك الحياة السابق، وكسر صورته، وكي لا ينعكس قرار الطلاق بشكل سلبي على مستقبل الأطفال، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.

تقول إحداهن إنها تجاوزت الأبعاد السلبية لقرار الطلاق، وتمكنت من إبعاد المشاكل، التي كانت تحوم حول الأسرة آنذاك، فقد كان زوجها عاطلاً عن العمل، ومدمناً على المخدرات، وكان يسيء معاملتها باستمرار، وكان مقصراً في تلبية احتياجات أبنائها، لذلك قررت العمل، لتلبي احتياجاتهم ومتطلبات المنزل، لكنه كان يستولي على مالها لشراء تلك السموم، فقررت بعدها الطلاق، لأنه سينجيها وأبناءها، الذين ستتمكن من تربيتهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم.

وطوال تلك السنوات حرصت على عدم تشويه صورة والدهم واختلاق صفات إيجابية له من قبل أنه يعمل في الخارج، ويرسل لهم المال والهدايا، التي كانت تشتريها، حتى لا يكبروا وفي داخلهم سخط أو كره لوالدهم، فيؤثر على نموهم الطبيعي، وعندما كبروا والتحقوا بالجامعات والعمل، عرفوا حقيقة والدهم، لكنهم حين مرض عاملوه بالحب والرحمة، لأن والدتهم غرست حبه في قلوبهم.

قد يكون الطلاق مثل الدواء المر، لكن المشاكل الزوجية المستمرة ربما يكون تأثيرها أكثر خطورة من إقدام الزوجين بكل شجاعة على قرار الانفصال بالمعروف.

Email