مسارات حياتية

طرق الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل واحد منا يبحث عن طريقة تمكنه من الإبداع، واكتشاف ما يمتلكه من مواهب، بحيث تساعده على تحقيق قفزات نوعية في حياته. بعضنا يهتدي إلى الطريق بعد جولات ومعارك يخسر في بعضها ويربح بعضها الآخر، فيصبح الفشل طريقه نحو الإبداع، وهناك من ينجح في اكتشاف مواهبه الداخلية، ويعمل على إطلاقها، فتأخذه معها نحو فضاءات جديدة وتدخله مسارات تمكنه من الوصول إلى أهدافه، وهناك من يركن إلى الراحة، ويتمنى النجاح، ولا يكف السؤال عن «سر الإبداع» وكيفية الحصول على «وصفة» جاهزة، مفصلة على مقاسه، عله بذلك يتمكن من اكتشاف طريق الإبداع، ولا يدرك بأن دخول هذا الطريق يحتاج إلى جهد وتطوير للمهارات، وتوسيع رقعة الفضول الإيجابي والتي تساهم بدورها في توسيع حدود الإدراك والمعرفة، كما لا يدرك بأن الإبداع يحتاج إلى زرع بذرة حب الاكتشاف في النفس، وتحفيز النفس على المخاطرة، لا سيما إن كان الأمر يتعلق ببناء المهارات الشخصية وتعزيزها، حيث المخاطرة هنا تؤدي إلى تطوير القدرات، وتكشف نقاط الضعف والقوة.

عملياً، لا أحد يمتلك خلطات سرية تعينك على قطع الطريق نحو الإبداع، فالأمر برمته مرتبط بطبيعة الشخصية ومدى قدرتها على التحمل، فطريق الإبداع طويل ويحتاج إلى بناء الثقة بالنفس وتقوية عودها، فمن دونها لا يمكن أن تستوي الأمور، ستشعر بأن كل ما يحيط بك آخذ بالتهاوي، وفقدان الثقة بالنفس أو تدنيها، سيشعرك بأن كل ما تقوم به غير مفيد، وأن ما تطرحه من أفكار ما هو إلا نفخ في الهواء.

ولاكتشاف طرق الإبداع، لا يكفي أن نتحلى بالثقة، وإنما نحتاج إلى معرفة مقدار شغفنا نحو الأشياء، وقدرتنا على تجربتها، بالإضافة إلى معرفة قدرتنا في التغلب على سلوكياتنا السلبية وتغييرها، فالتشاؤم والسوداوية والسلبية لا تتواءم مع طبيعة الإبداع، لأن التمسك بالسلوكيات السلبية فيه إهدار للوقت.

مسار

تعلم دائماً عدم النظر إلى النصف الفارغ من الكأس

Email