كن أصم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تلتفت للمحبطين، ولا تستمع للمتشائمين، وكن بعيداً بمسافات عن السلبيين.

كم من مرة خططت لإنجاز مشروع استثنائي، لكن للأسف تم وأده قبل أن يرى النور؟ وكم من مرة شاركت قراراتك وطموحاتك مع بعض المقربين والأصدقاء، لكن لم تجد في المقابل ردة الفعل الإيجابية المتوقعة، والتأييد المرجو على الجوانب المهمة فيها، فبدأت ومضة الأمل والتفاؤل تنطفئ شيئاً فشيئاً.

هذه المواقف، تذكرني بقصة مجموعة ضفادع قررت في يوم ما، المشاركة في سباق تسلق أحد الأبراج العالية، لبلوغ قمة البرج، وحين بدأ السباق، كانت جميع الضفادع المجتمعة تسخر وتستهزئ منهم بصوتٍ مسموع، ليقينها أن هؤلاء المتسابقين لن ينالوا مرادهم، ولن يتمكنوا من تحقيق الهدف بعيد المنال، واستمرت الضفادع، وهي تردد العبارات المثبطة والقاسية، لتشككهم في قدراتهم، وتقلل من شأنهم، حتى تخور قواهم تدريجياً، وتضعف عزيمتهم.

وبالفعل، بدأت الضفادع المشاركة في السباق تتأثر بتلك الكلمات السلبية، ويسقط منها الواحد تلو الآخر، لشعورها بالإحباط، وعدم مقدرتها على الاستمرار للوصول نحو القمة، في حين تمكن ضفدع واحد فقط من الوصول، من دون أن يتأثر بالكلمات السلبية، ليسرق الأضواء، ويبهر الجميع، حيث استمر بالتسلق بكل ما أوتي من قوة، متجاوزاً كل التحديات، حتى بلغ قمة البرج، وتمكن من الفوز.

كان صمته هو الإجابة.

تعجب جميع المتشائمين، ودفعهم الفضول لمعرفة أسباب عدم تأثر الضفدع بالتعليقات السلبية، وما هو سر نجاحه، وجاءت الإجابة، حين اجتمعوا حوله ليستوعبوا بعدها أنه كان أصم لا يسمع، لذا، لم يتأثر بكل التحذيرات المخيفة، والعبارات المحبطة، وتمكن من تحقيق نجاح لافت، والانطلاق نحو الأمام بكل ثقة.

تذكر دائماً: لا بد أن نصم آذاننا عن الاستماع لمحطمي الأحلام والمحبطين، لنتمكن من مواصلة المسير نحو تحقيق الطموح والهدف المراد.

Email