مسارات حياتية

توليد الأفكار

ت + ت - الحجم الطبيعي

وليام كامكوامبا، صبي أفريقي من ملاوي، قد لا يعرفه الكثير، ولكنه في الواقع صبي أجبر على ترك التعليم، وهو في عمر التاسعة، لم يكن ذلك رغبة منه، وإنما بسبب ضيق ذات اليد، ورغم تركه المدرسة، إلا أنه ظل متمسكاً بخيوط العلم، واجتهد في تعليم نفسه، وإشباع شغفه بالمعرفة والعلوم، وخطواته نحو المكتبة فتحت عينيه على كتب الفيزياء، ورسومات طواحين الهواء، لم يعرف الإنجليزية جيداً، ولكن حب المعرفة قاده لأن يفهم طبيعة عمل الطواحين، ليقوم بجهود بسيطة بصنع طاحونة هواء فريدة، من بقايا أسلاك وقطع مهملة وأنابيب بلاستيكية ومحور دراجته الهوائية، التي استغنى عنها لأجل «عيون قريته»، ليتمكن من توليد الكهرباء لها.

وليام لم يكن حديث أبناء قريته فقط، وإنما تحول إلى بطل في الروايات ودخل السينما من أوسع أبوابها عبر فيلم «الصبي الذي سخر الرياح»، الذي رأى النور في 2019.

حكاية وليام قد تبدو بسيطة، ولكنها مثال واقعي على الابتكار والقدرة على توليد الأفكار، فكما يقال «الحاجة أم الاختراع»، وهو المبدأ الذي سار عليه وليام، ومن قبله الكثير ممن فتحوا عيونهم على حاجاتنا، ليتمكنوا من القفز بحياتنا نحو مستويات أفضل. إذاً هو الإبداع والابتكار، وهما سمات تسكن في البشر، منذ أن خلقهم الله، تبارك اسمه في علاه على الأرض.

منذ تلك اللحظة لم يتوقف تدفق الإسهامات الفكرية، ولم يسجل العقل البشري يوماً نفسه عاقراً، وإنما ظل يبحث عن الأفكار، وابتكر طرقاً عدة، لضمان توليدها، من أجل خير البشرية، وضع أهدافاً واستراتيجيات، وأوجد برمجة اللغة العصبية، وخرج بتخصصات عديدة، وغيرها المثير من الأشياء، التي كانت نتيجة لطاحونة توليد الأفكار، التي لم تعد محصورة بطريقة واحدة، وإنما أصبح لها مخارج عدة، وأدوات مختلفة وفعالة، لها القدرة على الأخذ بيد من التزم بها من الإتيان بأفكار جديدة، وفي أي وقت.

مسار

أن تضيء شمعة خير لك من لعن الظلام

* كوتش حياة وقيادة

Email