لا أحدَ مثاليٌّ

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل غرفته متأخراً ومتعباً بعد يوم عمل شاق، بدل ملابسه ثم تمدد في سريره ليستعد للنوم مع دخول زوجته إلى الغرفة غاضبة تجر خيبتها كأن زوجها متلبس بالجرم المشهود، فتوجه له سيلاً من الانتقادات المحبطة التي تجعله هائماً في بحر من الإحباط، لتختتمها بعبارة مؤلمة تسحق كيانه قائلة: أهذا هو السيناريو اليومي لعملك الذي لا يتغير؟ لم لا تضعنا في جدولك الذي ينضح بالأنانية؟ ليتك كنت مثل زوج أختي الذي يوفر لها كل ما تتمناه.

الزوجة التي تقارن زوجها بغيره يجب أن تنظر للجزء الممتلئ من الكوب بدلاً من التركيز على الجزء الفارغ، فمقابل بعض العيوب التي تراها في الزوج هناك أيضاً صفات متميزة، ولكن عدم الرضا يعمي البصيرة عن المحاسن، ومقابل ما تسمعه الزوجة من مزايا أزواج الأخريات هناك أيضاً عيوب كثيرة مستترة لا يعلم بها إلا الخالق.

الرجال بطبعهم لا يتقبلون من يقارنهم بغيرهم، وخصوصاً إذا كان ذلك من شريكة حياته، لأنهم يعدون ذلك تعدياً على كرامتهم وتقليلاً من شأنهم، ولا يختلف ذلك بالنسبة للمرأة أيضاً فهي تعشق أن تكون دائماً الأروع والوحيدة في قلب ونظر الزوج.

والرجل عموماً يحب في المرأة أن تشبع شعوره بالأهمية والإعجاب، ولذا يسعى لإثبات ذلك، ولكن إذا غضبت الزوجة وبدأت بسيل من الألفاظ الهجومية تكون قد حكمت على إحساس الحب والمودة والرابط الوثيق بينهما بالإعدام.

من المهم أن يسود العلاقة الزوجية فن الحوار الراقي ومشاعر التفهم التي تضمن للزوجين حياة أسرية مستقرة خالية من المنغصات والمقارنات المدمرة، فحينما تتسلل المقارنات السلبية إلى الحياة الزوجية فإنها قد تسبب جروحاً عميقة يصعب التئامها، ولذا لنتجنب المقارنة ونتذكر دائماً أن لكل إنسان إيجابيات وسلبيات وأن لا أحد يتصف بالمثالية.

 

Email