العربية لغة عالمية (2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطرقنا في مقالٍ سابق لمعرفة مدى الإقبال على تعلم اللغة العربية في دولٍ غير عربية، ولمسنا تزايدَ نِسَبِ الإقبال على تعلم هذه اللغة، باعتبارها لغة ثانية في المدارس والجامعات في تلك الدول، خلال العقدين الأخيرين، الأمر الذي أسهم بشكل ملحوظ في حضور اللغة العربية، في عوالم تتخطّى عوالمها، ومن هذا المنطلق يتساءل كثير من الناس عن التحديات التي تواجه تعليم اللغة العربية باعتبارها لغةً أجنبية، عند غير الناطقين بها.

وتشير الدراسات إلى وجود ثلاث عقبات تواجه تعليم اللغة العربية، لغير أهلها، هي على النحو الآتي:

- أولاً المناهج: فكثير من المناهج الحالية لا تولي مهارتي التحدُّث والاستماع الاهتمام الذي تستحقه، لأن اهتمامها يتركز على تعليم قواعد النحو، وعلى حفظ المفردات، والتدرب على الكتابة، في اليابان مثلاً تعتمد مناهج اللغة العربية بشكل غالب على تعليم الطلبة قواعدَ النحو والمفردات والترجمة، وفي جنوب أفريقيا تركز مناهج تعليم العربية على تعليم قواعد النحو والترجمة، وتُغفِل مهارتي التحدث والقراءة، وهذا يُسهِم في تأخير سرعة التعلم.

- ثانياً معلمو العربية في الدول الأجنبية تنقصهم فرصُ التدريب والتأهيل، ففي في الولايات المتحدة يوجد عددٌ قليل من الجامعات التي تقوم بتوفير تخصص تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية، لكنّ فرص التدريب المهني لا تتوفر لمعلمي العربية كما تتوفر لغيرهم من المعلمين.

- ثالثاً: القياس والتقويم: ذلك لأنّ التقويم ركنٌ أساسي في المنهاج، فهو الذي يكشف عن مواطن القوة، وأسباب الضعف في التعليم، ويساعد على الوصول إلى الأهداف المنشودة، وتخلّف عملية التقويم في التعليم التي تمثل خللاً منهجـيّاً، وتنقسم التحديات التي تعترض التقييم إلى جانبين أحدهما نظري متعلق بوجود معيارٍ لتقييم تعليم اللغة العربية، والآخر متعلق بتطبيق المعايير الموجودة.

وبصرف النظر عن الاعتقاد بصعوبة تعلم اللغة العربية وتحدياتها يرى التربويون أنّ تطوير تعلم اللغة العربية يحتاج لقرار تربوي، وهنا يبرز واجب المراكز العربية في ضرورة تأسيس مرجعية دولية، تنظِّم عملية تعليم اللغة العربية للراغبين في تعلمها من غير أهلها.

 

Email