الاقتصاد الإبداعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تبقى الدول كما هي، تتغير نظرتها بين الفينة والأخرى، وكلما مضت في طريقها، تتسع رؤاها، تصبح أكثر عمقاً وتفاعلاً. والإمارات جزء من هذا العالم، وهي واحدة من الدول التي مضت على طريق التغيير، وسعت على مدار نصف قرن، إلى تغيير استراتيجياتها ورؤاها، التي منحتها مزيداً من الثقل على الساحة الدولية، ومكنتها من التحليق في فضاء المؤشرات الدولية، ليعكس ذلك صحة المسار الذي مضت فيه.

لم تبقَ الإمارات حبيسة الأفكار التقليدية، وإنما مضت على طريق الابتكار، فتحت عيونها على الاقتصاد الإبداعي، الذي يتوقع أن يكون صاحب الريادة خلال السنوات المقبلة، فتحت عينيها عليه، ووضعت له استراتيجية متكاملة، وله أفردت مساحات كبيرة على الأرض، بهدف تمكين أصحاب الإبداع، على اختلاف مجالاتهم وتخصصاتهم، من التعبير عن حرفيتهم وابتكاراتهم وأعمالهم، التي يمكن الاستفادة منها، لتصبح إحدى روافد الاقتصاد المهمة.

خلال هذا العام، شهدنا جميعاً، إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، والهادفة إلى تحويل دبي عاصمة له بحلول 2025، بالاستناد إلى ما تمتلكه الإمارة من إمكانات ومقدرات هائلة في هذا المجال، حيث تعيش على أرضها أكثر من 8 آلاف شركة، تعمل في مجالات المحتوى والتصميم والثقافة، والعدد لا يزال في ارتفاع، حيث يتوقع أن يتضاعف إلى 15 ألف شركة، خلال السنوات الخمس المقبلة.

اهتمام دبي بالاقتصاد الإبداعي، لم يأتِ من فراغ، فالتوقعات تشير إلى أنه سيؤدي بحلول 2025، إلى مضاعفة عدد الوظائف التي يوفرها القطاع الإبداعي، إلى 140 ألف وظيفة، وهو رقم، بلا شك، ليس هيناً، في حين أن الاقتصاد الإبداعي، استطاع عالمياً أن يحقق طفرات غير مسبوقة، بعد وصول إيراداته إلى 2.25 تريليون دولار، بنسبة مساهمة بلغت 10 %؜ من الناتج الإجمالي العالمي، وهو ما يعكس الإمكانات الواعدة لهذا القطاع، وأهمية الاستفادة منه، ومن نموه المتواصل.

مسار

الاقتصاد الإبداعي، مفهوم يعبر عن الأفكار والمعرفة، كأصول تدفع عجلة النمو

 

Email