العمل عبادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل الاقتصاد عصب الدول، حركته لا تكاد تتوقف، وعليه تبني الدول آمالها وخططها واستراتيجياتها، ولأجله تضع خططاً تنموية عديدة، تتمدد على مقدار سنوات، بعضها يطول وبعضها قصير، ولا تتوقف الدول عن قياس الأداء، بغية استكشاف مواطن القوة والضعف في الحركة الاقتصادية.

وفي السنوات الأخيرة حقق اقتصاد الإمارات قفزات نوعية، زادت من صلابته، ومكنته من التحليق عالياً على معظم المؤشرات العالمية، بفضل السياسات والخطط الاستراتيجية، التي قادت هذا الاقتصاد، وجعلت من الدولة همزة وصل بين أسواق المال العالمية في الشرق والغرب، وهو ما تطلب المضي في تطبيق سياسات جديدة، قادرة على تمكين اقتصاد الدولة من مواكبة الحركة الاقتصادية العالمية، وفي الوقت نفسه قادرة على إحداث التوازن بين الحياة العملية ونظيرتها الشخصية للقوى العاملة في الدولة، بشكل يعزز من مكانتها الريادية، ودورها الاستراتيجي كمركز اقتصادي إقليمي وعالمي.

ما تحدثه الحركة الاقتصادية من تغيرات، تفرض أحياناً المضي في تطبيقات سياسات جديدة، قادرة على موائمة طبيعة هذه الحركة، والنظام الجديد الذي أعلنت عنه الدولة أخيراً، ويتعلق بأيام العمل، وتغيير عطلة الأسبوع، والتي أفضت إلى أن يكون الجمعة، نصف يوم عمل. البعض ظن أن إدخال يوم الجمعة إلى نطاق أيام العمل فيه مخالفة شرعية، وأنه سيؤثر على عباداتنا، وفي الواقع الأمور عكس ذلك، فلم يرد نص شرعي يحرم أو يمنع العمل أيام الجمعة، وفي ذلك النص القرآني واضح، حيث يقول رب العزة في سورة «الجمعة»: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».

إقرار العمل في يوم الجمعة لا يؤثر على عباداتنا، وفي شريعتنا الإسلامية، فالعمل عبادة، حيث يقول رسولنا الكريم، محمد عليه الصلاة والسلام، في الحديث الصحيح: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يديه، وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده»، وفي هذا الحديث رفع لقيمة العمل وأهميته وبين منزلته في الإسلام، ونحن أمة تعودنا على المشي في مناكب الأرض، سعياً وراء أرزاقنا.

مسار:

نحن أمة تعودنا السعي وراء أرزاقنا

 

Email