ميادين الرجولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمشاعرٍ يخالطها الفخر والحنين للأبناء والاعتزاز بالوطن احتضنت منذ أيام عدد من الأسر في دولة الإمارات العربية المتحدة أبناءها، من شباب الوطن المجندين، الذين عادوا من الخدمة الوطنية، من الدفعة الـ16، شباب مِلْؤهم الحماس، وذلك بعدما كانت أقدامهم قد وطئت معسكرات التدريب تطبيـقاً للقانون، حيث أعَدّت هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية ميادين التدريب، وأماكن السكن، وقاعات المحاضرات، وبرامج التدريب العسكري والرياضي، والدورات النظرية، وكان مما أثلج صدور أولياء الأمور وزادهم فخـراً أنهم أصبحوا على يقين تام بأن الهدف من أداء أبنائهم للخدمة الوطنية ليس الرغبة في زيادة عدد العسكريين فحسب، وإنما هو تنشئة للأجيال الفتية القادمة، تنشئة وطنية سليمة، ومساعدتها على تحمل المسؤولية، وإدراكها للتحديات التي قد تواجهها مستقبلاً، وكيفية التصدي لها.

نعم، ها هم فلذات الأكبادُ يعودون من ميادين البطولة وقد شُحِذتْ أفكارهم بمفاهيم الوطنية، وارتقت شخصياتهم بالقدرة على تحمل المسؤولية، وتعلُّم كل ما هو مفيد لأنفسهم وللوطن، مع التركيز على استغلال أوقاتهم وطاقتهم أفضل استغلال، فهم من خلال تلك الدورات التدريبية المطابقة لأفضل الممارسات العالمية، قد مارسوا التدريبات التي تؤهلهم وتمكنهم من حمل السلاح، ومن استخدامه حيث يجب، وتعلموا أصولَ الانضباط العسكري، وتعززت فيهم اللياقة البدنية، وتشبّعت عقولهم ونفوسهم بحب الوطن، وبالقيم النبيلة، وصُقِلت على المستوى الشخصي مهاراتهم القيادية، ليعانقوا الحياة بأجسام فتية وعقول نـيِّرة.

ومن هنا تبرز لكل منا أهمية التجنيد في تحقيق الأهداف الوطنية، والأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية، وقد انعكست الآثار الطيبة على أبنائنا الشباب، من خلال ما ترسّخ لديهم من قيم الولاء والتضحية والانتماء، وتعزيز مفهوم المواطنة وربطها لديهم برؤية الدولة ورسالتها، ولهذا أصبحنا نلمس مدى عمق الثقة والفخر بمجندي الخدمة الوطنية تحقيقاً لما جاء في الرسالة النصية، التي وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين قال: «أبنائي وبناتي منتسبي وخريجي الخدمة الوطنية فخر الإمارات.. إنّ تفانيكم وإخلاصكم في خدمة وطنكم محل فخرنا واعتزازنا.. قيادة دولة الإمارات وشعبها الوفي يرون فيكم الأمل والمستقبل».

 

Email