مسارات حياتية

أنماط الشخصية

ت + ت - الحجم الطبيعي

للبشر شخصيات مدهشة ومختلفة، بعضها نرجسي، وأخرى حنونة ورومانسية، وثالثة انفعالية، ورابعة مركّبة، وغيرها، لكل واحدة منها تفاصيلها وبنيتها الخاصة، وطريقتها في العيش والتفكير والتعامل مع الأشياء، لكل واحدة منها طريقتها في التطور والانتقال من مستوى لآخر، بعضها مؤثرة، وأخرى تفتقد للقوة، وبعضها مقنع، وأخرى لا تستطيع في الإقناع أن تتجاوز حدود اليد.

مدهشة هي شخصيات البشر، فهي تتغير مع مرور الزمن، وبناءً على طبيعة البيئة التي تنشأ في أحضانها، ما جعلها مختلفة في أنماطها وأنواعها، ذلك الاختلاف، فتح عيون علم النفس عليها، فغاص فيها عميقاً، وأفرد لها مساحة واسعة من التفكير، ليذهب رواد علم النفس نحو تحليلها وتقسيمها، وفق أنماط محددة، تصل إلى نحو 16 نمطاً، لكل واحد منها مميزاته، ونقاط قوته وضعفه، ومن هنا، جاء مؤشر «MBTI»، الذي وضعته المؤلفة الأمريكية إيزابيل بريجز مايرز، بالاستناد إلى نظريات الطبيب والمحلل النفسي السويسري، كارل يونغ، الذي صنف الشخصيات الإنسانية وفق الانبساط أم الانطوائية، والاستشعار أم الحدس، التفكير أم المشاعر، وكذلك الحكم أم الإدراك. أهمية هذا المؤشر، تكمن في قدرته على تبيان معرفة النوع الأقرب إلى شخصياتنا، وبالتالي، فهو دليلنا لفهم ذواتنا، ومحاولة تحقيق النجاح والوصول للهدف.

شخصيات البشر تشبه في أحيان كثيرة، أمزجتهم المعقدة، تتقلب وفق المواقف، وتتأثر بما يحيط بها، وبما تواجهه من تحديات، تارة تنكسر، وتارة تصعد نحو الأعلى وتتألق، وهي تختلف تماماً بين الخيال والواقع، ففي الأول، قد نتمكن من إخفاء شخصياتنا تحت ظلال أسماء مستعارة، كما يحدث في العوالم الافتراضية، بينما في الواقع، قد لا نستطيع فعل ذلك. هذا التباين يجعلنا بحاجة إلى التوقف لوهلة من الزمن، أمام شخصياتنا، وأن نتعمق فيها، ومحاولة فهم تفاصيلها، ومعرفة ما يخيفنا ويضعفنا، وكذلك ما يقوينا داخلياً، ولذلك انعكاسات كثيرة على شخصياتنا، وطريقة حياتنا، ومستويات تطورنا، وبناءً عليها، يحدد مدى قدرتنا على تحقيق أهدافنا الحياتية.

مسار:

فهم الشخصية ومعرفة نمطها، خطوة أولى على طريق تحقيق الأهداف

Email