أعتقد أنه بعد قراءة هذا المقال، سنعيد التفكير في العديد من الأمور التي تمر علينا ونتعامل معها بوعي أقل، ولا سيما في ما يتعلق بتبني حيوان أو تقديم رعاية بهدف «الإنسانية» لحيوانات بلا مأوى، أو بغية تنمية الثروة الحيوانية.

فإذا كنت مقدماً على تبني حيوان، أو زيادة «الحلال» في مزرعتك، فعليك أن تنتظر وتمعن التفكير في صنع ثروة جيدة، ومصروف مستدام لتستطيع إعالة حيوانك الأليف، أو تقديم الرعاية لبعض الحيوانات التي بلا مأوى.

تكرار واجترار لسيناريوهات المبالغ الفلكية التي تفرضها العيادات البيطرية على الرعاية الصحية للحيوانات، والتي نستطيع أن نصفها بكل حيادية بأنها «سوق سوداء»، تقتات على جيوب مربي الحيوانات، وتجني بعض العيادات المرخصة وغير المرخصة ثروات من وعينا الناقص، ومن دون كلل أو ملل، مستغلة مشاعر الناس تجاه حيواناتهم وتعلقهم بها.

ويأتي السؤال هنا، ألم يحن الوقت لرقابة صارمة أكثر، وتوحيد لأسعار الخدمات الطبية المقدمة للحيوانات على المستوى الاتحادي؟ نعم نحن بحاجة لمطالبة جادة بتنظيم هذه العيادات، ورقابة على الأدوية ومدى خضوعها للضوابط والشروط، ومراقبة تراخيص الأطباء البيطريين ومؤهلاتهم في التعامل مع الحيوانات، اجتثاثاً لما يحدث من تجاوزات قد ترغم مربي الحيوان الأليف بالاستغناء عنه بغية التخفيف من ضغط المصاريف، والتخلص من أعباء الأدوية والفحوص، أو قد تؤدي بعض تلك العلاجات المصروفة والحقن غير المرخصة إلى الإضرار بالثروة الحيوانية، التي يعدها بعض أولئك الأطباء وليس الكل لنكون أكثر حيادية، «حقل تجارب»، أو قد تسوء الأمور أكثر بتشخيص خطأ للحيوان، وتركه ليصارع الألم والموت، هكذا وبدم بارد.

إعادة التفكير مطلب مهم، والتغافل عن الأسعار الفلكية مصدر تمتص منه هذه السوق السوداء بنهم من جيوبنا، نحن بحاجة لوعي أكبر، وتعامل صارم جاد من الجهات المختصة مع هذه التجاوزات، حماية لحقوق الحيوانات في تلقي الرعاية بأسعار منطقية، ودعماً لحقوق المستهلك.