النجاح المرجو

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.

من منا اليوم بإمكانه أن يعيش دون أن يتعرض لأي انتقادات؟ لا أحد بالطبع، إلا من رحم ربي، فكونك تعيش دون أن ينتقدك أحد، يعني أنك تعزل نفسك عن البشر تماماً، وإن كنت معهم لن تقول شيئاً، ولن تفعل شيئاً، وعلى الرغم من إدراكنا لهذه الحقيقة، فقلة قليلة هم من يمتلكون مهارات الرد الفعالة على النقد الشرس والتعامل معها بكفاءة تضمن لهم تقدماً مستمراً، ولكن هل يعد الغضب والهجوم اللفظي والقسوة في الانتقاد حلاً لتصحيح الأخطاء؟

هناك فرق شاسع بين النقد السلبي والنقد البناء؛ فالنقد السلبي يهدف إلى تحطيم عزيمة الآخرين خوفاً من نجاحهم، بينما النقد البناء يرمم ويحسن أداء الفرد ويساعده في تطوير النفس. للأسف، البعض يحكم على الآخرين ويوجه الانتقادات غير المنصفة حسب آخر موقف متجاهلاً كل تاريخهم وسجل نجاحاتهم.

تأكد أنك مهما فعلت وبذلت الجهود ستجد بعض الأشخاص الذين يتوجه تركيزهم فقط إلى أخطائك البسيطة، لذلك عليك المضي قدماً بكل ثقة لتتخطى جميع الصعوبات في حياتك، ولا تشغل بالك بالنقاد الذين يصبون جل تركيزهم على الأمور التي تثبط معنوياتك وعزيمتك لأنها ستعيق مسارك نحو النجاح، وستجد نفسك في طريق مسدود لا يمكن الوصول من خلاله إلى أي مكان.

لا بد من تجاهل بعض الانتقادات التي تزعزع ثقتك بنفسك وتحجب عنك النظر إلى الأفق البعيد بعين التفاؤل التي تمكنك من الوصول إلى محطات أجمل.

لا يمكننا أن ننكر أن طريق النجاح مليء بالمنعطفات القاسية والمطبات، لكنها بكل تأكيد تجعلك تشعر بقيمة محاولاتك المتميزة في تجاوزها لتصل من خلالها إلى النجاح المرجو.

 

Email