«دينامو» الأصالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لكل وطن قصة، لكن ثمة قصصاً تجاوزت السطور والمأمول وهي تحكي الوطن، وخلقت أحداثاً مغايرة، لينعكس ما جرى عليه الإِلف والعادة، امتلكت مفاتح العطاء، ومحرك أحداثها مبني على قيم معنوية ومبادئ سامية لا تعرف الأفول، وربانها شخص عظيم صنع الفارق، آمن بالهوية الأصيلة منذ البدء، ولم يتركها على رفوف الامتنان، بل غرسها في القادم وما هو آت..!

فالهوية الجمعية التي توحد أبناء هذا الوطن، كانت نهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، حتى غدت كشيء بديهي لا شعوري يجري في مجرى الوريد، «كالكريزما» الفريدة التي أعطت الدولة نمطاً فريداً وحضوراً خاصاً في تعاملها المحلي والإقليمي والعالمي، فـ«زايد» الذي أوجد دولة فتية أسبغ عليها من هويته ورويته الأصيلة، والتي باتت حاضرة في روح المواطن وبفكره ورؤاه، وهي اختزال لمبادئ سامية كانت ومازالت أوتاداً ضاربة في أرض التحديات، وفكراً استشرافياً لم يتخل عن الأصالة وهو يجوب غمار المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتنموية.

لذا فإن تفعيل الأطر القادرة على تحقيق ديمومة واستمرارية الانفتاح والتطور دون الإخلال بالأصالة والحفاظ على الهوية، حلقة وصل مهمة، لاسيما أن تفعيلها لـ50 عاماً المقبلة وسط تنوع ثقافي وعرقي وجيل جديد كلياً، سيكون تحدياً أساسياً، حيث إنها وعاء التقاليد والأعراف وروح الإمارات النابضة، وإرث تاريخي نفخر به، وتعزيزها مسؤولية مجتمعية، فلابد من رسم أبعاد تعاون وتضافر أكبر بين مؤسسات الدولة لتحقيق هذه الديمومة، واستمرارية العطاء بروح زايد، بهوية متجذرة في أصولنا، فالمعنى والمبنى للرؤية الاستراتيجية للحكومة الاتحادية قائمة على تعميق الانتماء للمواطنين، ليس لتحقيق الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 فحسب، إنما لنهج استشرافي أصيل تحذو حذوه كل المشاريع التنموية والرؤى المستقبلية في الخمسين عاماً المقبلة، لتبقى الهوية الوطنية «دينامو» الأصالة الذي يولد القيم والمبادئ والنهج القويم.

فهذا ما كان يحبه زايد..

Email