هنا المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

كيف يمكن أن ينعكس المشهد بهذه الطريقة الاستشرافية الفريدة؟ كيف لوطن أن يولد من المستقبل نحو مسارات واتجاهات بكر لم يسلكها قبل أي عقل متقد؟ أي (خمسين) تنتظر الإمارات، وسفن العزيمة قد مخرت المستحيل نحو مرافئ الرفعة مسابقة الزمن؟ ليتساءل العالم، هل ينطلق المستقبل من الإمارات أم هي المستقبل المنشود بكل طاقاتها وإمكاناتها ومشاريعها التنموية المرتكزة على أوتاد لا تميل، رهانها في كل ذلك «الإنسان»؟

بمظلة جامعة على أرض صلبة، جذورها ضاربة، توارثت هذه الأرض حب الريادة من عهد الملهم والقائد الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، فقبل 50 عاماً حينما عانق علمنا سماء الإرادة، كان عهداً أن تكون الإمارات دائماً في القمة، فأسلوب قائدنا الملهم وديدنه الدؤوب في رسم أبعاد تسابق الوقت، جعلنا نواصل حمل الراية، فالتنمية والريادة في التكوين الجيني الأصيل لهذا الوطن المعطاء، ورؤية القيادة الرشيدة التي تستهدف المواطن والمقيم على حد سواء، لتشملهم في حاضر تنموي عامر، لا يجعلها محركاً محورياً للمشاعر الوطنية فحسب، إنما تقديم كل ما من شأنه جعل الدولة نموذجاً عالمياً ملهماً للقاصي والداني، وتجربة ريادة لا تتكرر.

إن المطلع على جوهر المشاريع الـ50 التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات، يستشف الانسجام العظيم بين القيادة والشعب، وعلاقتهم القوية، تلك القيادة التي تمضي جنباً إلى جنب مع شعبها، لتسمع وتنصت وتهتم باحتياجاتهم، تلك القيادة التي تصوغ المستقبل مشاريعَ وأفكاراً على الواقع من صميم فكرها الاستشرافي، قيادة لا تقبل التراخي، لم تهمش قطاعاً أو مجالاً، بل وضعت خطة ليكون شعبها الأسعد، ليمضي نحو مستقبله واثق الخطى.

الإمارات دولة فتية، استطاعت أن تبرهن أن عظمة الدول وسيادتها لا تقاس بالسنين، إنما بالفكر والإنجاز والتخطيط المدروس، وريثما ندنو من مضي 50 عاماً من العطاء، الإمارات تقول: «هنا المستقبل».

Email