وجهة نظر

مستقبل الكتاب الجامعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

غدت الجامعات من أبرز الركائز، التي يقوم عليها تطور الدول وتقدمها، وأصبح معيار التعليم أحد أهم العناصر، التي يقاس بها رقـي المجتمعات، وتطورها، ورفعتها، وأضحى لا يخفى على المخططين الاستراتيجيين ما تسهم به الجامعات من دور كبير في النهضة، وما لها من رسالة سامية، وأثر بالغ في التقدم، فمنها يجني طلبة العلم العلوم المختلفة، ومنها تخرج الأبحاث، التي يرتقي بها الفهم، ويستنير الفكر، وتنمو القيم العلمية والتكنولوجية والإنسانية.

ولعل أحد أهم الجوانب التي تراودنا عند الحديث عن الجامعات هو الكتاب الجامعي، الذي ظل الأداة الحاضنة للمنهج الدراسي، والوعاء الحقيقي، الذي يركز على أهداف المقرر، وما يتعلق به من محتوى تعليمي، يتطابق مع اللائحة الدراسية، التي من شأنها إكساب الطلاب المهارات والمعارف ذات الصلة بالتخصص، ومع هذا يبقى السؤال، الذي يشغل أذهان المخططين والعاملين في الميدان التعليمي؛ ما مستقبل الكتاب الجامعي؟ وما الصعوبات التي تواجه هذه الأداة التعليمية، لا سيما في الوقت الحاضر، وقد أكدت إحدى الدراسات العربية الحديثة عن مستقبل الكتاب الجامعي، أن الجامعات تواجه عدداً من التحديات؛ أهمها التوجه العالمي نحو مجتمع المعرفة المُرقمنة، في ظل المستجدات التكنولوجية، والتقدم العلمي المذهل، في الحياة المعاصرة، ومستجداتها الاقتصادية، وظهور التجارة الإلكترونية، كل هذا شكّل أزمة للتعليم في عصر المعرفة؛ بسبب سرعة تقدم المعارف والمعلومات، وضعف مؤسسات صناعة المعرفة في البلدان النامية، ولا سيما في ظل ربط المعرفة بالربح المالي، كل هذه التحديات تجعلنا نتساءل عن مستقبل الكتاب الجامعي، وأين سيكون موقعه؟ وذلك لأنه أعد من قِبل مؤلف أو مجموعة من المؤلفين منذ زمن، وبات يبدو قديـماً إذا ما قِيسَ بعصر الثورة المعلوماتية الراهنة، وما يرافقها من تغيير، حتى بدا لنا بعد هذه التساؤلات: إن الكتاب الجامعي يكاد يفقدُ كونه الأداة الوحيدة الباقية كونها مصدراً للتعليم، وأن التغيُّرات آتية لا محالة، لا سيما أن لدى طالب المعرفة اليوم من الإمكانات والأدوات ما يمكِّنه من فرصة البحث، والتوصل للحقائق، والمعلومات، بنفسه أكثر مما سبق، لا سيما في ظل انتشار ظاهرة التعلم الإلكتروني، والافتراضي، والتعلم المفتوح.

Email