في نهاية المطاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقول إحدى السيدات، إنها كانت تعمل في إحدى الشركات، وكانت صديقتها تروي تفاصيل حياتها الزوجية باستمرار، فتخوض في التفاصيل، ذاكرة محاسن ومواصفات زوجها أمام زميلات العمل، وتذكر معاملته الراقية، وخلافاتهم التي تصفها بأنها في غاية الروعة، لأنها باختصار من شخص تحبه، ليصل بها الأمر إلى ذكر عطره المميز، الذي يناسب شخصيته القوية. وتتابع قولها، مؤكدة أنها تراهن الجميع على إخلاص زوجها، فمن المستحيل أن يبدلها بأخرى، لتقبل إحدى زميلاتها الرهان.

بدأت زميلتها التي قبلت الرهان، بمهاتفة الزوج، لاختبار مدى إخلاصه، ونشأت بينهما علاقة، استمرت لفترة في الخفاء، وما هي إلا أشهر قليلة، حتى أعلنت زميلتها الخبر الصادم، الذي كان أشبه بالصاعقة، وهو أنها تزوجت بزوجها، لأنها لم تستطع مقاومة الإغراءات التي قدمت لها في طبق من ذهب.

العلاقة بين الزوج والزوجة، خط أحمر، لا يجب تجاوزه، وتبادل الأحاديث عن التفاصيل الدقيقة في مجتمع العمل، أو بين الأهل والأصدقاء، له ضوابطه، حتى ولو كان هناك ثقة كبيرة. فالحياة الزوجية علاقة مقدسة، ولقد وصفها الله سبحانه وتعالى في محكم آياته، بالميثاق الغليظ، وشدد الإسلام على ضرورة عدم إفشاء أسرار العلاقة الزوجية، للحفاظ على أركان بيت الأسرة صلبة وراسخة.

اليوم، للأسف، نجد ظهور فوضى وانفلات اجتماعي، عند بعض الزوجات، من خلال كشف أسرار الزوجية على الملأ، أو حتى على شبكات التواصل، وحين تصبح العلاقة على المحك، يتعجبن ويتساءلن عن أسباب المشكلات، وتدهور العلاقة، وتلاشي الثقة بين الصديقات.

لا بد على المتزوجة، أن تحاسب نفسها قبل الخوض في تفاصيل حياتها الزوجية بالفضفضة المفرطة، وعليها أن ترضى بالأمر الواقع، عندما يتزوج زوجها بصديقتها، وأن تتيقن بأنها السبب الأول والأخير، في نهاية المطاف.

Email