مسارات حياتية

الضغط الفكري

ت + ت - الحجم الطبيعي

جميعنا يعرف نظرية «نصف الكأس»، تلك التي تطل برأسها كلما اعتلى التشاؤم والإحباط ملامح وجوهنا، وعندما نشعر بالفشل في مساعينا، وكلما حاولنا أن نبث للطرف الآخر بعضاً من الأمور التي تشغل الحيز الأكبر من تفكيرنا.

«النظر إلى النصف المملوء من الكأس» عملياً فكرة تبدو مريحة لمعظمنا، كونها دائماً تحمل الأمل لنا، أو على الأقل تهون علينا، لكن تلك الراحة تظل معلقة بحجم الآثار التي تتركها المواقف اليومية في نفوسنا، وبكمّ القرارات التي لم نحسم أمرها بعد، لا سيما المصيرية منها، الأمر الذي يرفع من منسوب الضغط الفكري علينا، ويجبرنا على العيش ولو لوهلة من الزمن، في فوضى التفكير، لدرجة أننا نظن أحياناً بأن الأمور تضيق علينا وأنها لن تُفرج.

تلك الفوضى غالباً يكون سببها الضغط الفكري، الذي يصيب عقولنا بحالة تشوّش، لا نتمكن معها من تقدير الموقف بشكل صحيح، وبالتالي عدم القدرة على التعامل معه. وبالنظر إلى طبيعة إيقاع حياتنا، فذلك الضغط يبدو طبيعياً، ولا يمتلك أي منا مناعة كاملة ضده، فالإنسان بطبعه مزاجي تتغير مشاعره وفق «باروميتر» المواقف وخطوات الحياة، ويغيب عنا قول الإمام الشافعي «ولرب نازلة يضيق لها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج»، الذي يحمل بين حروفه كثيراً من الحكمة التي تدعونا لأن ندرك بأن المواقف الصعبة تحتاج لاكتساب مهارات التعامل معها، عبر وضعها في إطارها الصحيح، لتتخذ حجمها الطبيعي والواقعي، وبناءً عليه يتم اتخاذ القرار المناسب.

في واقع الحياة تجارب كثيرة، تعلمنا كيفية تجاوز الضغط الفكري، وبين ثنايا «الكوتشينغ» أيضاً يوجد الكثير من الأساليب، التي تحفزنا على وضع الخطط والأهداف، وتدعونا للتعامل بلياقة عالية مع المواقف التي تواجهنا خاصة السلبية منها، واكتساب مهارة فن التخطيط للمستقبل، وفهم المعنى الحقيقي للحياة، وتقدير الذات والتفكير في رسالتنا الحقيقية في الحياة ومتابعة تحقيقها.

مسار

تنمية الثقة بالنفس حصانة جيدة من الضغط الفكري.

Email