فلنكن عوناً وسنداً لهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الموضوع لا يستحق أسفاً ولا حزناً»، عبارة قد تقتص حرية البعض في التعبير عن مشاعرهم، وذلك عندما يصبحون مقيدين، لأنهم يحاولون دائماً فهم الآخرين، من خلال الكلمات، لا سيما عندما ينظرون للأشخاص بناءً على تجاربهم ونظرتهم الخاصة للأمور، فيثبتون بذلك مدى قصور تفاعلهم مع الموقف، لأن الاستجابة تتكون من خلال تجاربهم وآرائهم لا أكثر.

لن نتمكن من فهم واستيعاب مشاعر الآخرين، ومعرفة ماهية المشكلة التي يعانون منها، إذا بقينا سجناء لسيرتنا الذاتية المليئة بالإنجازات التي تحققت، بعد الفشل والإخفاقات، ولكننا لم نخلع النظارة عن أعيننا، بحيث نرى العالم من وجهة نظر الطرف الآخر.

لا بد أن ندرك أنه قد يواجه البعض ظروفاً مؤلمة، أو مواقف غير متوقعة، فيقومون بإصدار الأحكام أو التوقعات للأحداث، ويضعون النتائج السلبية التي قد تترتب على هذه المواقف، وبالتالي، يكونون في أمسّ الحاجة للشخص الذي يتقبل ويتقمص مشاعرهم، ويشعر بها، ويضع نفسه في موقعهم فكرياً وعاطفياً، وبذلك، يتمكن من الولوج داخلهم، ليرى الأمور من منظوره الشخصي.

ويتحقق ذلك من خلال مهارة الإنصات التي تنطوي على 4 مراحل، الأولى: هي الاستماع بحرص للكلمات التي تخرج من الشخص وتكرارها، المرحلة الثانية: إعادة صياغة الكلمات بأسلوبك الخاص، مع توضيح المقصود منها، المرحلة الثالثة: الحرص على أن تعكس مشاعرك تجاه الموقف بمصداقية، وأما المرحلة الرابعة: تكون بمنح الشخص الراحة النفسية، بالسعي الصادق، وإعادة صياغة مشاعره، ومساعدته في التعامل مع أفكاره.

الإنسان كتلة من المشاعر، لذا، لا تستهزئ ولا تستهن بأهمية التقمص العاطفي بتفهم مشاعر وأحاسيس الآخرين، ومحاولة الاستماع إليهم قدر الإمكان، وتجنب إعطاء النصيحة، فالنصيحة تؤخذ بعين الاعتبار، وتكون ذات قيمة، إن طلبت، وبذلك يزيد التعاطف والانسجام، فتصبح عوناً وسنداً لهم.

Email